بين صعوبة الصوم ومعايشة الأجواء الحارة والجوع والعطش ومتابعة قمم الجبال ليلا لمعرفة دخول شهر رمضان المبارك عن طريق إشعال النار، وبين سهولة الصوم وسط الرفاهية وأجهزة التكييف ومعرفة دخول الشهر الكريم عبر رسالة جوال، مسافة من الزمن تصل إلى 130 عاما. «عكاظ» رصدت اختلاف ظروف رمضان بين جيلين خلال لقائها بالمعمر علي بن عقاب الثعلي الروقي من سكان منطقة المحاني والذي جاوز 135 عاما من العمر، مع أصغر أبنائه محمد بن علي مدير متوسطة عشيرة مكتن إمام وخطيب جامع سوق الخميس في المحاني الذي يقطع العقد الثالث من عمره. المعمر الثعلي وهو من أكبر المعمرين في المملكة عايش فترة تأسيس وتوحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ويقول عن شهر رمضان المبارك: «لم يكن لدينا مذياع أو تلفزيون كما هو الحال الآن، وكنا في المنطقة نعرف هلال شهر رمضان المبارك بوسيلة اتفق عليها أهالي المنطقة في ذلك الوقت، تتمثل بقيام أناس معينين بإشعال نار كبيرة وعملاقة على قمة أحد الجبال في المنطقة، ويستطيع جميع من حوله من السكان رؤية النار والعلم بهلال شهر رمضان المبارك. وأشار الثعلي إلى أن صيام رمضان قديما كانوا يعانون فيه من الجوع والظمأ والمشقة، «الناس يعملون طوال النهار تحت أشعة الشمس، إما في رعي الأغنام أو في الزراعة، ولا يعودون إلا مع الغروب، كما لا يجدون ما يجده جيل اليوم من رفاهية وأجهزة التكييف»، وعن وجبات الإفطار يذكر بأنها تقتصر على التمر واللبن والحليب والسمن البري وخبز الصاج على الجمر. من جانبه، يتحدث ابن المعمر محمد بن علي الثعلي الروقي عن صيام شهر رمضان خلال هذه الأيام قائلا: إن معرفة الجيل الجديد بدخول الشهر الكريم باتت تأتي بسهولة متناهية، حيث نعلم عن دخول الشهر برسائل الجوال أو مواقع الإنترنت أو متابعة التلفزيون. أما عن ظروف الصوم فأننا نعيش وسط رفاهية ولله الحمد، حيث ولى وقت الظروف الصعبة والمشاق وأصبح الصائم يتنقل وسط أجواء مكيفة سواء في المنزل أو السيارة أو العمل، ولا نشعر بأي جوع أو عطش ولله الحمد. وأكد الروقي بأن الظروف هذه الأيام أعطت الشاب فرصة كبيرة للتقرب إلى الله بالعبادات طوال فترات النهار كون أعمال الرعي والزراعة التي كانت تأخذ أوقات الأجداد انتهت، وأصبح الشاب يعيش في وقت فراغ أغلب فترات اليوم ومن الأولى استغلالها في العبادات. الروقي أكد بأن وجبات الإفطار تنوعت وأصبح من الصعب إحصاؤها خلال هذه الأيام بخلاف الماضي، حيث تنتشر أطباق الحلى والقشطة وأنواع مختلفة من التمور على السفرة الرمضانية التي تشمل عشرات الأطباق من الإيدامات والشوربة والمكرونة والبيتزا وغيرها من الوجبات التي تقدم مع أنواع مختلفة من العصائر.