يثير الدكتور محمد يحيى أبو ملحة في كتابه (صورة المجتمع في الرواية السعودية) العديد من الأسئلة التي تستوقف القارئ للتأمل وتدفعه للقراءة، ليس لكونه أحد الكتب المثيرة في مناقشة الرواية السعودية التي تعد أكثر الروايات العربية التصاقا بمجتمعها، بقدر ما يدفعك الشغف إلى معرفة الإجابات. الدكتور أبو ملحة في إصداره الجديد الذي دفع به نادي أبها للساحة الثقافية، يعرض عددا من القضايا التي مر بها المجتمع السعودي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وفكريا من خلال مناقشة تصوير الرواية السعودية لمكونات هذا المجتمع الثري بعاداته وإنجازاته وفئاته ومشكلاته، ومن خلال دراسة التقنيات الفنية الروائية كالسرد والحوار وبناء الشخصية وعنصري الزمان والمكان. ومن الأسئلة التي يطرحه الكتاب محاولة للإجابة عليها من خلال مقاربة 70 رواية سعودية تمثل متنا روائيا جديرا بالدراسة: هل كان في المجتمع السعودي صراع طبقات كما في المجتمعات الأخرى، أم أن تركيبته الاجتماعية تختلف؟ ما أثر (الطفرة) الاقتصادية التي شهدها المجتمع في تسعينيات القرن الهجري الماضي (سبعينيات القرن الميلادي الماضي) على النسيج الاجتماعي للمجتمع السعودي؟ كيف صورت الرواية السعودية قضايا المرأة، وتحولات القرية والمدينة، وصراع التيارات الفكرية، وحوار الأجيال؟ كيف تعامل الروائيون السعوديون مع التقنيات الفنية كالشخصية والسرد والحوار والزمان والمكان في تصوير ذلك المجتمع؟