تعتبر المعارض النسائية متنفسا للسيدات، وكذلك وسيلة لتحقيق النجاح وحصد المكاسب السريعة والانتشار، لذلك سارع الكثير من سيدات الأعمال في الفترة الأخيرة إلى قيادة دفة تنظيم المعارض ليحققن معها نجاحات كبيرة. ومع ذلك تطرح مجموعة من التساؤلات حول أهمية هذه المعارض بالنسبة إلى سيدات الأعمال ؟ هل المشاركات فيها يحققن مكاسب مادية مقبولة وأصبح عائد هذه المعارض مجزيا ويستاهل الاهتمام بها؟. هذه التساؤلات حملتها «عكاظ» إلى أحد المعارض النسائية الكبيرة في الرياض، حيث التقت المشاركات فيه اللواتي أبدين تضجرهن من تدني نسبة البيع وضياع أحلامهن بتحقيق الثراء السريع. قلة الزائرات بداية قالت أم سامي، وهي تعتبر من الأسر المنتجة «حرصت على المشاركة في المعارض منذ سنتين، في البداية كان هناك إقبال كبير وكنت أحقق مكاسب خيالية، كما أن المعارض هي وسيلة للانتشار وتغنينا عن الإعلانات التجارية في الصحف، ولكن مع الأسف في الفترة الأخيرة حققنا خسائر كبيرة نتيجة قلة الزائرات، كما أن غالبيتهن يشتكين من ارتفاع الأسعار فيعزفن عن الشراء». أما المصممة منى جناحي المشاركة بركن لبيع العباءات البحرينية، فأبدت تضجرها من عدم بيعها قطعة واحدة رغم مرور اليوم الثاني للمعرض، وقالت « شاركت في السنوات الماضية بمعارض كثيرة في دول الخليج العربي وكانت مربحة بالنسبة لي، وهذه أول مرة أشارك في الرياض ولم أكن أتوقع قلة الحضور حتى في الصباح لم يكن هناك تواجد لأي زائرة، ورغم أنني استأجرت المكان ب 11 ألف ريال وتحملت تكاليف الإقامة في الفندق والجمارك وقيمة التذكرة من حسابي الخاص لم أوفق ببيع قطعه واحدة، ويرجع ذلك إلى عدم وجود دعاية كافية كما أن المنظمين وعدونا بتغطيات تلفزيونية ولم نشاهد أي قناة». وأشارت إلى أن مستوى المعارض في دول الخليج انخفض بشكل كبير ولم تعد المشاركة فيها مجزية، مرجعة ذلك إلى الأزمة الاقتصادية، إذ أن النساء في السنوات الماضية كن يشترين ولا يفاصلن في السعر، أما الآن فأصبحن يفكرن ألف مرة قبل شراء أي قطعة، مؤكدة أن المعارض حققت نجاحا للمشاركات في مجال التسويق،?وهي وسيلة سريعة للانتشار كما أنها تثري خبرة سيدة الأعمال عن طريق احتكاكها المباشر بكل الطبقات. دعاية وانتشار من جانبها قالت أم عبد الرحمن المتخصصة ببيع الشوكولاته «شاركت قبل عدة أشهر في معرض متواضع وكانت غالبية الزائرات من الطبقة الوسطى واستطعت أن أوفي بقيمة الركن المستأجر وكأنني كنت أبيع من أجل منح المنظمين المال، أما المعرض الحالي والذي يعد من المعارض الراقية فلم أبع فيه حتى الآن سوى بخمسين ريالا رغم أن المنظمين وعدوني بأن 200 امرأة سيشترين مني، وقد يكون سبب عزوف الزائرات عن الشراء أن الشوكولاته من الكماليات إذ أن النساء الآن وبسبب الأزمة المالية يقدمن الضروريات، وقد لا تشتري الزائرة حاليا، ولكن تحرص أن تتذوق وتأخذ «البزنس كارت» إلى حين حصول مناسبة لها فتبادر بالاتصال وطلب كمية من الشوكولاته، ومن هنا لا شك أن المعارض حققت للمشاركات الدعاية قبل الربح المادي المباشر». المصداقية ندى المتخصصة في بيع الاكسسوارات قالت «نظرا إلى أنني لا أستطيع فتح محل تجاري خاص أقبلت على المشاركة لمدة ثلاث سنوات في كل المعارض المقامة واختلفت نسبة الربح من معرض إلى آخر بسبب الجهة المنظمة، فهناك شركات تنظم دعاية كبيرة للمعرض، إضافة إلى اختيارها للنخبة من المشاركين، وهذا يجذب الناس ونحقق من خلالها مكاسب طائلة، وهناك شركات ربحية لا تحرص على المصداقية وتفتح المجال لكل الطبقات للمشاركة حتى ولو كانت بضاعتها رديئة. وطالبت بأن يكون هناك جهة رقابية تحمي المشاركات في المعارض من النصب والاحتيال، خصوصا أن غالبية المشاركات ذوات رؤوس أموال متواضعة وفي بداية مشاريعهن، ودعت ألا تعطى تراخيص المعارض لأي شخص وفي حال حدوث أي مخالفة من الشخص المنظم تسحب الرخصة منه. وأشارت ندى إلى أنها تضطر إلى رفع قيمة السلعة من أجل استرجاع رأس المال. وأكدت المشاركة ندى الفايز والتي تخصصت ببيع العباءات، أن الشركات المنظمة للمعارض لا تتحمل مسؤولية خسارة المشاركات، وأرجعت السبب إلى ارتفاع أسعار السلع المعروضة بشكل مبالغ به حيث تصل أسعار العباءات إلى ثلاثة آلاف ريال والجلابيات إلى ثمانية آلاف ريال. تجارة مربحة من جهتها ذكرت أم خالد (مالكة إحدى الشركات المنظمة)، أن تنظيم المعارض يعتبر تجارة مربحة جدا، إذا أقيمت بكل مصداقية، كما أن مفهوم المعارض تسويقي وليس بيع ومن المستحيل أن تضمن الجهات المنظمة الربح المادي لأي مشاركة لأن الأرزاق بيد الله، بالإضافة إلى أن المعارض تختلف عن «البازارات» المخصصة للبيع، مشيرة لسبب ارتفاع الإيجارات إلى مستوى المكان المقام عليه المعرض والتنظيم والدعوات والإعلانات التي تتكفل بها الجهة المنظمة. ولفتت إلى أن من حق المشاركات تقديم شكوى إذا أخلت الجهة المنظمة بشروط العقد، وأرجعت قلة إقبال المواطنين على المعارض إلى الأزمة الاقتصادية والخسائر الفادحة في الأسهم التي طالت الجميع، بالإضافة إلى أن بعض المشاركات تقدم منتجات رديئة،?فالمجتمع اليوم أصبح لديه وعي كاف ويستطيع أن يميز الجيد من الرديء. وأكدت أم خالد أن وجود المعارض وكثرة إقامتها أمر جيد ومفيد للمشاركين، خصوصا للأسر المنتجة التي تعتبرها بيئة خصبة لعرض منتجاتها دون تكلفة، مشيرة إلى أن كثيرا من سيدات الأعمال فشلن في تجارتهن، نتيجة إقامتها بشكل عشوائي وعدم وجود دراسة جدوى، مطالبة بأن يكون هناك قسم مخصص في الفرع النسائي في الغرفة التجارية يتولى دراسة المشاريع لسيدات الأعمال برسوم رمزية.