أسر سعودية منتجة تعمل من منازلها بجد وكفاح وتجتهد لتتقن إنتاجها ثم بيعه من خلال البازارات أو المعارض الخاصة بالأسر المنتجة التي تقام بين الحين والآخر في مواقع ومدن مختلفة وتشمل معظم مستلزمات العائلة من العباءات والطرح والأزياء والمفارش والأعمال الفنية والإكسسوارات والمأكولات الخفيفة وإكسسوارات المطبخ وغرف الضيافة ونحوها. في المقابل تستغل الجهات المنظمة عدم وجود مواقع دائمة لتلك الأسر فترفع إيجاراتها مما يكلف المشاركات مبالغ كبيرة تنتهي في معظم الأحيان بخسائر او عدم ربح. أمام هذه الظروف التي تواجهها الاستثمارات النسائية للأسر الفقيرة، تطالب العديد هذه الفئة بتخصيص أماكن دائمة تعرض فيها إنتاجها تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والغرف التجارية أو الجهات الحكومية المعنية بهذا الشأن وتدعمهم بإصدار سجلات وتراخيص تجارية على أن تؤجر لهم المواقع بأسعار مناسبة. في البداية تقول نورة الحارثي: بعد وفاة زوجي لم يعد لدينا دخل شهري كاف يسد ايجار المنزل والكهرباء والماء سوى راتب الضمان الذي يتبقى منه القليل للمواد الغذائية ومتطلبات المدارس، لذلك اتفقت مع بناتي اللاتي ما زلن في سن التعليم أن نستفيد من راتب الضمان الاجتماعي المحدود ليكون وسيلة نضاعف بها دخلنا. بدأنا في انتاج إكسسوارات غرف النوم والمطبخ وصالة المعيشة، حيث جلبنا الخامات وبدأنا نعمل ليل نهار من المنزل ثم نبيع انتاجنا في الأسواق، لكننا لم نستطع الحصول على محل لعرض منتجنا فاتجهنا الى البازارات والمعارض الخاصة بالأسر المنتجة التي تشرف عليها شركات وجهات مختلفة وأستأجرنا طاولات ووضعنا عليها انتاجنا الذي اشتمل على أغطية من القماش لأواني المطبخ وعلب الشاي والقهوة وعلب أدوات ومستحضرات التجميل في غرف النوم وعلب المناديل والسلال والمزهريات والستائر، ورغم البيع الكثير، إلا أن نصف الدخل تم دفعه ايجار للطاولة الذي عرضنا فيه انتاجنا، وفي المرات التالية ضاعفنا إنتاجنا وتوفر لنا مبلغ جيد أفضل من الأول وتحسن دخلنا المادي قليلا، لكن ما زلنا الى يومنا هذا نعاني من استغلال الشركات التي تقاسمنا ربحنا بالاضافة الى تنقلنا من بازار الى آخر ومن معرض الى معرض مع اننا عرفنا لدى الكثير من الأسر التي أعجبها انتاجنا وطورنا الانتاج لعمل علب لحفظ مجوهرات العرائس وأدوات التجميل وزينة صالات الأعراس والكوش. فتيات يعرضن منتجاتهن في أحد البازارات وتضيف نورة: كل ما نرجوه أن يرخص لنا بسجل تجاري وتصريح محل نجمع فيه انتاجنا بدلا من انتظار حلول موسم البازارات او المعارض التي تقاسمنا نصف مبلغ بيعنا المتواضع. من جانبها أكدت السيدة صباح علي أنها تسافر من مكان إقامتها من مكة الى جدة والمدينة والطائف في حال وجدت فرصة لبيع منتجها من العباءات النسائية عبر المعارض والبازارات لتصرف وتربي أطفالها الستة بعد طلاقها، في رحلة معاناة لعدم وجود سيارة خاصة بها، بالاضافة الى استئجار موقع العرض والسكن في مكان اقامة المعرض او البازار. وتشير أم وائل الى امتلاكها ترخيصا من البلدية لصنع المعمول والكعك حيث تقوم ببيعها من منزلها في المناسبات فقط، ولكون هذا العمل مصدر رزقها وأطفالها الأيتام الوحيد لا تكاد تسمع بإقامة معرض أو بازار الا وتشارك فيه، لكن الايجار يقضي على الدخل الذي تكسبه خلال أيام المعرض، لذلك تضطر في أحيان كثيرة الى بيع منتجها على المحلات الغذائية والمخابز القريبة منها، حيث تقوم بشرائها باسعار زهيدة وتبيعه باسعار مضاعفة عدة مرات. وتؤكد السيدة سعاد جمال مختار التي تنتج شراشف الصلاة والطرح وملابس الاحرام للنساء أن قيمة جناح في معرض او بازار لا تتجاوز مساحته 6 امتار مربعة تتراوح بين 3000 و4000 ريال لمدة ثلاثة ايام فقط، بينما قيمة المبيعات لا تصل الى نصف هذا المبلغ.