شهد مهرجان التمور والأغذية الدولي الثالث في أيامه الأخيرة اقبالا كبيرا من سيدات طيبة الطيبة وزوار وزائرات المسجد النبوي الشريف. واستقبل المهرجان الذي نظمته الجمعية التعاونية الزراعية أكثر من مليون زائر تجولوا في أنحاء المعرض الذي ضم أعمال الأسر المنتجة وترعاه وتدعمه الجمعية التعاونية الزراعية من خلال برنامج "أسرة منتجة. سعودية .مبدعة " الذي تضمن عرضا لمنتجات 150سيدة سعودية واحتوى على 3400 منتج في الأعمال والأشغال اليدوية والحرفية من سعف النخيل ومأكولات شعبية يدخل في تصنيعها التمور. كما شهد المعرض مشاركة مستثمرات وسيدات أعمال وعضوات من الجمعيات الخيرية في إعداد موائد لأصناف الأطعمة الشعبية المحتوية على التمر وبيعها لصالح الجمعيات الخيرية إضافة إلى دعم الأسر المنتجة بمساعدتهم ماديا ومعنويا لإظهار إبداعاتهم والاعتماد على دخل ما تنتجه. وقام محرر وكالة الانباء السعودية بجولة على داخل المهرجان اطلع خلالها على أعمال المشاركات في المهرجان من حرفيات من الأسر المنتجة من قرى المدينةالمنورة من أبيار الماشي واليتيمة والضميرية المشاركة في مهرجان التمور للاستفادة من المكاسب الجيدة التي يتيحها المهرجان وتعتمد المشاركات على الإنتاج اليدوي من مشتقات النخيل. من جهتها أكدت سيدة الأعمال ابتسام العازمي أن المهرجان وسيلة مربحة لتسويق منتجات الأسر ذوي الدخل المحدود ومساعدتهن على العمل الشريف ، مشيرة إلى أن هدفها من المشاركة في المهرجان هو خدمة سيدات المدينة وإظهار إبداعاتهن في الكثير من الأعمال المشهورة في المدينةالمنورة خاصة الأكلات الشعبية التي لم يعد لها رواج كما في السابق. وقالت : بعد الإعلان عن إقامة مهرجان للتمور بالمدينةالمنورة قمنا بتجميع عدد من أنواع تمور المدينة وتجهيز الكليجا والمعمول و الحيسة والعصيدة التي يقبل عليها أهل المدينة لاسيما في فصل الشتاء وتستغرق وقتا وجهدا في عملها لبيعها في ركن المهرجان ليعاد ريعها لصالح المحتاجين". وأكدت أم ايمن وأم يوسف من الأسر المنتجة أنهن يملكن مواهب مختلفة في عدة مجالات ويتقن الكثير من الحرف التي أصبحت مصدر دخل وأنهن يخترن المناسبات العامة كالمعارض والمهرجانات السنوية لتقديم إنتاجهن وبيعه بسعر جيد في المهرجان لإقبال الزوار بأعداد كبيرة مؤكدات أن الفضل بعد الله في مشاركتهن تعود لمساندة الجمعية التعاونية الزراعية . وأضافت أم يوسف انها كرست شهرا من وقتها في صناعة معمول المدينة المصنوع من نخالة القمح والعسل والقشدة والبهارات المشهورة ليكون في استقبال الزوار بنكهة خاصة للمدينة المنورة وأنها برعت وصديقاتها بما لديهن من أفكار لتقديم أصناف شعبية من المأكولات المحشوة بالتمور . على ذات الجانب قالت الحرفيات آمنة طاهر وعقلة نفاع وثايبة حبيب واختها مريزيقة حبيب : إنه وبالرغم من بُعد مكان إقامتنا عن مكان المهرجان إلا أننا حققنا مكاسب كبيرة من مشاركتنا ". وتقضي الحرفية عقلة وقتا ممتعا في صناعة الخوص والليف إلى جانب ما تجنيه من مكاسب مادية مقابل بيعها لما تصنعه بأيديها. وأشارت الى أن أكثر ما يقبل عليه الزوار في المهرجان شراءهم المنتجات اليدوية المطرزة والمشغولة بالخصف. في المقابل يحرص بعض الزوار على اقتناء المشغولات السعفية من باب الإحتفاظ بها كتحفة فنية تراثية أكثر من استعمالها في شئون المنزل . على ذات السياق تؤكد المنتجة عائشة المطيري وأختها دلال أن مهرجان التمور وفر مئات من فرص العمل للكثير من المواطنات من مختلف الأعمار وأتاح لهم زيادة دخولهم المادية ، تقول عائشة : إن غالبية من لديهن أركان هن من شابات وطالبات المدارس، والمهرجان بالنسبة لهن فرصة مناسبة للعمل والحصول على دخل مالي مناسب لاسيما وأنهن متخرجات و"عاطلات عن العمل في المنزل" ، مؤكدتان أنهما استفادتا من المهرجان في زيادة دخل الأسرة وقدمتا كميات كبيرة من أعمالهن بنكهات مختلفة على طاولة مجانية قدمتها الجمعية التعاونية ، ومعربتان عن أملهما في أن يكون هناك سوق نسائي دائم وثابت لتحقق طموحهما في المستقبل. كما التقى محرر "واس" خلال الجولة بزائرات المهرجان وأشارت فاطمة إبراهيم من مصر أن اشد ما لفت نظرها وشد إعجابها إتقان الحرفيات لأعمال غاية في الروعة تشبه إلي حد كبير معروضات مهرجانات عالمية رغم عدم استخدامها قي حياتنا بشكل كبير واحتفاظ البعض بها علي سبيل الهواية الحنين للتراث. وأفادت أن الحرفيات اظهرن فيما عرضنه من منتجات شعبية قديمة ما كانت علية المرأة قديماً وكيف كان فارق الزمن بين الجدات والحفيدات بتجسيد التراث والموروث الثقافي في تصنيع مواد وأدوات وأكلات كانت ولا زالت ضرورية لدي بعض المهتمات بهذا الموروث والشغف بتطويره بلمسات جديدة جذبت زائرات المهرجان حيث تسابقت النساء والشابات في شراء المنتجات المصنعة من التمور والمختلفة الصنع والنكهة. وأشادت الحاجة فاطمة ملا من دولة الكويت والحاجة كاملة سالم من العراق وسعيدة من الجزائر بما شاهدنه من المنتجات السعفية والمشغولات اليدوية و الإكسسوارات المصنعة بشكل مطور يتناسب مع جميع الأذواق مؤكدات أنهن لم يشاهدن من قبل منتجات مصنوعة بمهارة وحرفية متقنة بأيادي سيدات سعوديات ومعظمهن كبيرات في السن. وقد حملت الزائرات الكثير من المصنوعات اليدوية والإكسسوارات الفضية والذهبية لإهداءها إلى الأهل والأقارب بعد العودة من أداء فريضة الحج. وقالت السيدة ناجية احدى الزائرات أن المهرجان نشط الحركة التجارية والتسويقية لتحقيق أهداف المهرجان المأمولة موضحة بأنها أعجبت بالصورة المعبرة التي جمعت الأطفال في المهرجان وهم يستمتعون بوجودهم في مكان جمع الكثير من المنتجات التي يفضلنها وخاصة الحلويات المصنوعة من التمور وهريسة التمر وبسبوسة التمر . وبينت مشرفة المعرض ندى حمزة المحمادي أن مهرجان طيبة للتمور الذي تنظمه الجمعية الزراعية التعاونية للمرة الثالثة في المدينةالمنورة يعد خطوة فعالة لإظهار خيرات وثمرات المدينةالمنورة وكذلك الجهود التي بذلت لإظهار الفعاليات بهذا الشكل الطيب لدعم الأسر المحدودة الدخل لتحسين مواردها الذاتية وتحويلها من أسر معالة إلى أسر منتجة تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير الحرف والصناعات المنزلية والمصنعات التقليدية والتراثية وزيادة قدرتها التنافسية مع المنتجات الأخرى المماثلة في السوق المحلية والعربية. وأكدت المحمادي أن الجمعية وجدت مسانده من قبل المنظمين للمهرجان مبينة انه ورغم ضيق الوقت إلا أن الجمعية حرصت على الاتصال على كل أسرة منتجة لتستفيد من أهداف المهرجان التسويقية في المعرض النسائي والذي ضم منتجات كثيرة مبدعة بمشاركة أكثر من 150 سيدة عرضن أكثر من 3400 منتج من أشغال النخيل ومنتجات التمور والأكلات الشعبية. وأوضحت أن اللجنة ستقوم في آخر أيام المهرجان بالإعلان عن أسماء الفائزات من المنتجات والزائرات اللاتي شاركن في مسابقة أفضل طبق شعبي مصنوع من التمور الذي أعلن عنه في الأسبوع الأول من فعاليات المهرجان.