احتفل العالم قبل أيام باليوم العالمي للطفل الخديج، وأوضح أطباء مختصون في طب الأطفال وحديثي الولادة أن جملة من الأسباب تقف وراء ولادة الطفل الخديج؛ من أبرزها أن يكون عمر الأم أقل من 17 عاماً أو أكبر من 35، فضلاً عن معاناة الأم من الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكر وأمراض الكلى وغيرها. وأشاروا في الوقت ذاته إلى أنه وفقاً للإحصاءات العالمية يولد في كل عام 15 مليون طفل خديج.. وترى استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة آمنة حسين السليمان، أن السبب يكون غالباً غير واضح، لكن ثمة عوامل قد تؤدي إلى الولادة المبكرة؛ منها عوامل خاصة بالسيدة الحامل كالعمر أقل من 17 عاماً أو أكبر من 35، التدخين أو تعاطي المخدرات، سوء التغذية، المتابعة غير المنتظمة للحمل، التعرض لولادة مبكرة من قبل. ومن الأسباب أيضاً الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم، السكر، أمراض الكلى وغيرها، والتعرض للإجهاض التلقائي أو الإجهاض المتعدد إلى جانب الضغوطات النفسية، والحمل عن طريق الإخصاب، إلى جانب عيوب خلقية في الرحم. إضافة إلى مضاعفات الحمل التي تشمل التهابات الحمل، النزيف بسبب مشكلات في المشيمة والحمل بالتوأم أو أكثر، والتعرض لإصابة جسدية، وهناك مشكلات في عنق الرحم؛ فضلاً عن عوامل مرتبطة بالجنين. 15 مليون خديج في العالم توضح استشارية الأطفال حديثي الولادة الدكتورة آمنة السليمان، أنه وفقاً للإحصاءات العالمية، يولد كل عام 15 مليون طفل خديج؛ أي ما يقارب 10% من مجموع المواليد. مشيرة إلى أن ولادة الأطفال الخدج لا تتعلق بالوراثة، ولكن مع نسبة حدوث ولادة مبكرة أخرى قد ترتفع مع أول ولادة مبكرة من 17 إلى 40%. وعن التعامل مع الأطفال الخدج في أقسام الحضانة تقول الدكتورة آمنة السليمان: لا بد من تجهيز العنايات المركزة لحديثي الولادة بالكادر الصحي من أطباء وتمريض ومعالجين تنفسيين لديهم الخبرة في التعامل مع المواليد الخدج، وكذلك توفير الأجهزة والمعدات المناسبة. وعن أبرز المشكلات الصحية للأطفال الخدج، بيّنت أن الأطفال الخدج قد يعانون من مشكلات في التنفس، القلب، الجهاز الهضمي، اليرقان ومشكلات في الدماغ قد تؤدي إلى إعاقة حركية أو فكرية مستقبلاً إلى جانب الالتهابات المتكررة ومشكلات في البصر والسمع. وحول نسب وفيات للخدج ومدى ارتفاعها أو انخفاضها أوضحت أن النسب تتفاوت تبعاً للعمر الرحمي، فكلما قل العمر الرحمي ارتفعت نسبه الوفاة، ويعتمد ذلك أيضاً على ظروف الحمل والولادة. متى ينوّم الخديج في العناية؟ حول التعامل مع الأطفال الخدّج في أقسام الحضانة أوضحت استشاري الأطفال والعناية المركزة لحديثي الولادة الدكتورة مريم النويمي، أن التعامل يتم حسب عمرهم الرحمي، إذ يتم تنويم المواليد الذين تقل أوزانهم عن 2 كيلو ومن تقل أعمارهم 35 أسبوعاً من الحمل، أو أي خديج لديه أعراض عدم النضج، كصعوبة التنفس، أو توقفه، ونقصان سكر الدم وغيرها من العلامات المرضية. كما يتم تنويم المواليد شديدي الخداجة الذين تقل أعمارهم عن 34 أسبوعاً من الحمل، فمن الممكن أن يحتاج إلى دعم تنفسي أو أجهزة تنفس صناعي، ومن المهم جداً الحفاظ على درجة حرارتهم عن طريق الحضانة؛ لأن تعرضهم للبرودة من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات شديدة وأحياناً إلى الوفاة وكذلك تُحسب محاليلهم والسعرات الحرارية التي يحتاجونها ويتم تغذيتهم وريدياً حتى تستقر حالتهم، ويتم إعطاؤهم حليب الأم، مع فحص شبكية العين حسب العمر الرحمي وعوامل أخرى، كما يتم فحص الدماغ بالتصوير التلفزيوني لاستبعاد حدوث نزيف في الدماغ خلال أول أسبوع من عمر الخديج. الولادة المفاجئة.. مشكلة توضح الدكتورة مريم النويمي، أنه يسمح للأم باحتضان مولودها وممارسة تلامس الجلد بالجلد حينما تستقر حالته ما يساعد في استقرار العلامات الحيوية لدى الخديج ويخفف من ألمه ويحفز على إدرار الحليب. ولا يتم إخراج الطفل حتى يتم 35 أسبوعاً، وتكون حالته مستقرة ووزنه يتزايد وتكون لدى الأم الثقة بقدرتها على تقديم الرعاية له. وعن التحديات التي تواجه القطاع الطبي في العناية بالأطفال الخدج قالت الدكتورة مريم النويمي: التحديات التي تواجه مختصي حديثي الولادة هو منع مضاعفات الخداجة بالذات في شديدي الخداجة التي تراوح أعمارهم ما بين 25- 30 أسبوعاً من الحمل، وكلما قل العمر الرحمي زادت المضاعفات، فالأمهات اللاتي لم يتلقين الرعاية المطلوبة أثناء الحمل ولم يتلقين الإبرة المحرضة لنمو رئة الجنين، أطفالهن أكثر عرضة للمضاعفات، كالأمراض التنفسية، ونزيف الدماغ، بينما تجهيز الأم للولادة المبكرة يقلل من المضاعفات، ولكن بعض الأمهات لا يتابعن بالشكل المطلوب ويداهمهن المخاض فجأة، فيلدن الخدج. استحالة التنبؤ بالحالة استشاري أمراض النساء والولادة الدكتور حمزة عجاج، أشار إلى أن زواج المرأة في سن متأخر يزيد من احتمالية حدوث مشكلات صحية خلال الحمل، ولكن لا يمكن الجزم بأنه يؤدي بشكل مباشر إلى ولادة أطفال خدج. مستدركاً أنه لا يمكن التنبؤ بوجود طفل خديج من خلال الفحوصات الروتينية للحمل، ويتطلب تحديد وجود تشوهات خلقية تقنيات تفصيلية مثل فحص الأمواج فوق الصوتية، ولكن لا يمكن تحديد ما إذا كان الطفل سيكون خديجاً إلا بعد الولادة. مضاعفات خطيرة الدكتورة مريم النويمي، تؤكد أن المولود يحتاج إلى دعم تنفسي ويكون الوضع أسوأ إذا كان لدى الأم التهابات لم يتم علاجها؛ لأن ذلك يزيد من معدل الالتهابات لدى الخديج، ومن الممكن أن تزيد نسبة حدوث المضاعفات ما يزيد من مدة مكوثه في وحدة العناية المركزة، ما يشكّل ضغطاً على أسرة العنايات المركزة لحديثي الولادة، فمن الممكن أن يولد خديج ولا يتوفر له سرير في المنشأة الصحية وتتم إحالته لمستشفى آخر بعد استقرار حالته. وحول مضاعفات الخداجة أشارت الدكتورة النويمي، إلى أنها تتمثل في نقص المناعة وسهولة حدوث الالتهابات والعدوى، نزيف الدماغ بدرجاته الأربع، وكلما قل العمر الرحمي زادت شدة النزف وزادت عواقبه، وعدم اكتمال الرئتين أو توقف النفس لعدم نضج المركز التنفسي. ومن المضاعفات أيضاً عدم تحمل الغذاء وحدوث الالتهاب المعوي الناخر واعتلال شبكية العين والخلل في أملاح الدم ونقص السكر.