بين القبول والرفض يقع الأبناء، فهناك آباء يرفضون تصرفات أبنائهم ويفدحونهم بعبارات محبطة، ويقارنون بين الإخوة، ومع من هم في أعمارهم، فتأتي الاستفهامات التعجبية من الأبناء: «لماذا لا يحبني أبي؟ لماذا يفضل عليَّ أخي؟، هل أنا سيئ»، فلا يتمتعون بصحة نفسية جيدة. وثمة شكلان للقبول الوالدي يمنحان الأطفال الدفء والحب والحنان، هما: أولاً: التعبير الفيزكي (physical)؛ يتمثل في التدليل والملاعبة والتقبل والاهتمام. ثانياً: التعبير اللفظي (verbal)؛ يتمثل في الثناء والمجاملة وذكر المحاسن. وفي حالة عدم مراعاة الفروق الفردية من قبل الأبوين تتعرض علاقتهما مع أنبائهما للانهيار، لعدم معرفتهما احتياجات أطفالهما النفسية، والتعامل معهم بمبدأ الحب المشروط، فإحساس الطفل بأنه غير مرغوب يجعل العند والعدوان واللا مبالاة أسلوباً دفاعياً؛ انتصاراً لشخصيته ووجوده كطفل يستحق الحب والاحتواء. أما إذا غُمر الطفل بالحب والثناء فسوف يقبل ذاته وتتعزز قدراته، ولن يكون ناجحاً في المستقبل إلا إذا أُحسِن اكتشافه وتوجيهه، فقد يكون موهوباً في فن من الفنون ولا يجيد فناً آخر، فإذا تم التركيز على ما يجيده سيكون ذا شأن عظيم في قادم حياته.