حالة من التفاؤل تسيطر على الأوساط السياسية العربية، قبل ساعات من انطلاق القمة العربية ال32 في جدة، متوقعين الخروج بقرارات مهمة لصالح قضايا الأمة، التي تئن من وطأة الصراعات والخلافات الداخلية. ويؤكد السياسيون أن قمة جدة ستكون متميزة وستنجح في حل المشكلات العربية، التي بدأت بعودة سورية إلى الحضن العربي من جديد، خصوصاً في ظل الجهود الكبيرة التي تقودها الرياض للوصول لحلول لإنهاء الأزمة السودانية. وشدد برلمانيون مصريون على ضرورة إنهاء الملفات العربية الشائكة وتعزيز الدور العربي في مواجهة مختلف التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الراهنة، مؤكدين ل«عكاظ» أن عودة سورية بالتزامن مع قمة جدة للحضن العربي أشعرت الشعوب العربية بالتفاؤل من نتائج القمة المرتقبة. وطالب وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري أحمد فؤاد أباظة بأن تكون القمة العربية القادمة على مستوى طموح المواطن العربي، وأن تكون متميزة ومختلفة عن سابقاتها، مؤكداً أن هناك مؤشرات إيجابية من بينها عودة سورية للحضن العربي، إضافة إلى المحاولات الجادة والمهمة التي قامت بها الرياض أخيراً لمواجهة الأحداث التي وقعت بالسودان والاتجاه إلى إنهاء الأزمة في اليمن وليبيا، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بالملف الاقتصادي في ظل الظروف العالمية الصعبة. بدوره، دعا عضو مجلس الشيوخ المصري اللواء فاروق المقرحي القادة العرب في قمة جدة إلى الخروج بقرارات جادة، في لمّ الشتات وإنهاء الخلافات والتعاون في المجالات كافة، وتقريب الرؤى والتباينات، والخروج من المأزق الذي تعيش فيه بعض الدول العربية، مشيراً إلى أن القمة أمامها العديد من القضايا المهمة خصوصاً الوضع في اليمن وليبيا ولبنان والعراق والصومال، إضافة إلى القضية المركزية قضية فلسطين. وأشار إلى أن القمة بحاجة إلى إرادة قوية للخروج منها باتفاق يلبي طموح وإرادة شعوب العالم العربي أجمع، مبيناً أن قضية الإرهاب تعد من أهم القضايا التي تعاني منها دول المنطقة، ويجب أن يكون هناك تكاتف عربي للقضاء على تلك الآفة الخطيرة، التي تحاول بكل الطرق زعزعة أمن المنطقة. من جهته، يرى عضو لجنة العفو الرئاسي عضو مجلس النواب المصري عن تنسيقية شباب الأحزاب طارق الخولي أن قمة جدة العربية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، تعد محطة مهمة في مسار العمل العربي المشترك، والجميع ينظر إليها باهتمام كونها تقام على أرض الحرمين الشريفين، كما أن البعض يراها نقطة مهمة لعودة الروح للجسد العربي. ولفت إلى أن القمة تشهد عودة سورية إلى جامعة الدول العربية بعد تجميد عضويتها لنحو 12 عاماً، مؤكداً أن إعادة إعمار سورية واللاجئين السوريين المنتشرين في بقاع الأرض سوف تكون حاضرة فى تلك القمة، فضلاً عن أزمة سد النهضة التي تشكل خطراً على الأمن المائي في مصر والسودان، بخلاف القضايا العربية الأخرى التي تواجهها حالياً ليبيا واليمن والسودان، والتعاون فى المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، التي ستكون موجودة على جدول أعمال القمة.