اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع باغتيال واختطاف عدد من ضباط القوات المسلحة والشرطة والأمن المتقاعدين. وجدد في بيان له، اليوم (السبت)، اتهامه مَن وصفهم بالمتمردين بمواصلة خرق الهدنة، ما تطلب التعامل العسكري مع تلك الخروقات. وقال إن قوات الدعم السريع واصلت القصف العشوائي في الخرطوم بحري وأم درمان والخرطوم، لإجبار السكان المدنيين على إخلاء هذه المناطق. وأضاف الجيش أنه كبّد الدعم السريع خسائر كبيرة في معارك جبل أولياء، وإنه استولى على مدرعة إماراتية ومدفعين. بدورها، جددت قوات الدعم السريع التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة لفتح ممرات آمنة للمواطنين، من أجل توفير حاجاتهم الأساسية ولتسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب. وقالت في بيان إنها تصدت بحسم لهجمات من وصفتهم بالانقلابيين والفلول، في مخالفة وخرق بائن للهدنة الإنسانية، وألحقت بهم خسائر كبيرة في الأرواح. وأفادت بأنها تسيطر على 90% من ولاية الخرطوم وجميع المنافذ المؤدية إليها. وقدرت الأممالمتحدة عدد ضحايا العنف القبلي في إقليم دارفور غربي البلاد، بنحو 100 شخص منذ الإثنين الماضي. كما تحدثت عن رصد توزيع أسلحة على المدنيين. فيما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن حصيلة ضحايا القتال ارتفعت إلى 574 قتيلاً مع الكشف عن مقتل 74 شخصاً في مدينة الجنينة، في الوقت الذي أعلنت نقابة أطباء السودان أن عدد القتلى بلغ 411 من المدنيين و2023 مصاباً منذ بداية الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتجددت النزاعات القبلية في دارفور بعد اندلاع المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني. وأظهرت صورٌ آثارَ الدمار الذي لحق بالمحلات التجارية والمنازل في مدينة الجنينة بسبب الاشتباكات التي وقعت أمس (الجمعة). وقال القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان إنه لا يمكن الجلوس مع من وصفه بقائد المليشيا؛ لأنه يقود تمرداً يجب حسمه. ونقلت القوات المسلحة السودانية عن البرهان قوله: إنه لا مجال لهذه المليشيا إلا الزوال، عبر التفاوض في كيفية استيعابها داخل القوات المسلحة أو قتالها من الشعب السوداني كافة، بحسب تعبيره. بالمقابل، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان إنه مستعد لإجراء مفاوضات مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، بشرط أن يتوقف القتال أولاً. وقال في لقاء صحفي أنه يتطلع إلى تشكيل حكومة مدنية بالكامل اليوم قبل غد، على حد تعبيره. ورداً على سؤال بشأن من أطلق الرصاصة الأولى في المواجهات الحالية، قال حميدتي إن قواته ليست من أطلقها، وإنهم تفاجؤوا بها في وقت كان فيه جميع الوسطاء حاضرين، بعد أن اتفقت الأطراف على الجلوس الساعة ال10:00 صباحاً والتوقيع على الاتفاقية النهائية، على حد قوله. من جهته، قال رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في السودان فولكر بيرتس إنه تمت دعوة دول المنطقة المهمة لاستضافة البرهان وحميدتي للتوسط بينهما. واعتبر أن المخرج الآن من الأزمة هو التوصل إلى هدنة وآلية واضحة لمراقبة تنفيذها. وحذّر بيرتس من أنه في حال رفض أي جهة في السودان الاستجابة للحوار، فإنها ستكون معزولة دولياً حتى لو انتصرت في الحرب.