توتر الأمعاء يصيب عدداً كبيراً من النساء في العالم العربي، تظهر أعراض هذا المرض على شكل انتفاخ وأوجاع كثيرة. للتحدث عن هذا المرض، التقت مجلة أنا زهرة الاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي علي سرحان. وفي ما يلي نص اللقاء: ما هو مرض توتر الأمعاء؟ يشكّل توتر الأمعاء أو القولون العصبي أو تهيج المصران مجموعة عوارض تصيب الجهاز الهضمي بشكل مزمن مع غياب أي خلل عضوي واضح يكسر طبيعة هذا المرض. وهو يعدّ من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعاً. مَن الأكثر عرضة لهذا المرض؟يصيب توتر الأمعاء النساء أكثر من الرجال ويكثر في الشريحة العمرية التي تراوح من 10 إلى 30 سنة. هل يرتبط هذا المرض بعوامل نفسية؟ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. كلما كانت الصحة النفسية متدهورة، كلما زادت نسبة هذا المرض. وفي العالم العربي، نعاني دوماً من مشاكل نفسية وعصبية، ما يعرّض حياتنا وصحتنا للخطر المتزايد. كما أنّ الإفراط في الأكل قد يزيد المرض حدةً. ما هي عوارضه الشائعة؟ ألم البطن والإنتفاخ وتزايد كمية الغازات بشكل كبير. من جهة أخرى، قد يسبّب توتر الأمعاء الإسهال عند بعض الأشخاص، والإمساك عند آخرين. هذا النوع من الأمراض تختلف حدته، وقد يرغم المريض أحياناً على الإستيقاظ من النوم. هل يمكن أن يؤدي توتر الأمعاء إلى مشاكل أخرى؟ يجب إجراء فحوص مخبرية بشكل دوري عند المصابين بهذا المرض لاستبعاد وجود جراثيم أو دم في الأمعاء. كما يجب إجراء تصوير الأمعاء للذين يتجاوزون الخمسين عاما لاستبعاد الأمراض الخبيثة. كما أنّ فحص هرمونات الغدة الدرقية ضروري جداً للتأكد من أن كل شيء على ما يرام. كل هذا يساعدنا في استبعاد أي أمراض أخرى قد نغفل عنها. ما هو العلاج الأبرز لهذا المرض؟ هناك شبه إجماع في الطب التقليدي على أن لا علاج نهائياً لهذا المرض. لكن هناك بعض التعليمات التي يفترض أن يعرفها المريض كالإبتعاد عن المشروبات الغازية، والقهوة والأطعمة التي تسبب الغازات خلال فترة التمدد في الأمعاء. أما في حال الإمساك، فيجب على المريض تناول الألياف بكثرة. من جهة أخرى، يجب أن يعرف المريض أنّ المأكولات الدسمة والغنية بالبروتين تضرّه أيضاً. كيف يمكن للطب الصيني أن يعالج توتر الأمعاء؟ العلاج الأفضل لهذا المرض يكون بواسطة الطب الصيني خصوصاً الوخز بالابر الذي يؤدي إلى تعديل عمل الأعصاب التي تغذّي الأمعاء، وهو ما يسمى بالمفهوم الشرقي الصيني التكافؤ والتعايش بين الين واليانغ. كيف يتم ذلك؟ عن طريق جلسات تراوح بين 12 وعشرين أو أربع سنوياً لمدة ثلاث سنوات. وهناك إجماع على أن النتائج الإيجابية بما فيها الشفاء الكامل تتجاوز 80 في المئة. كما أنّ العلاج بالطب الصيني لا يملك أي مضاعفات سلبية. وأكثر من ذلك، فإن التوتر الذي يصاب به كثيرون من هؤلاء المرضى يزول كلياً أو جزئياً بسبب إفرازات مواد وهرمونات ناتجة عن الوخز كتعديل عمل هرمون السيروتونين والدوبامين من أجل تخفيف التوتر.