بعض الأخبار تحتاج لوقت حتى تصدق أن ما تشاهده أو تقرأه هو بالفعل حقيقة وليست خيالاً أو جزءاً من فيلم سينمائي، قناة الإخبارية والتي أستطيع أن أقول إنها تمثّل صوت المواطن والناقد المؤتمن لكل ما يخص أوجه القصور في أداء بعض الجهات الحكومية، وهذا هو دور الإعلام بعيداً عن اختلاف المسميات بين إعلام جديد أو قديم؛ سلّطت الضوء في تقرير مصور لها على مأساة بعض المواطنين ممن استلموا فللهم في أحد المشاريع الإسكانية من أحد المطوّرين في شرق الرياض، وللأسف اتضح أن هذا المشروع يمثل خيبة أمل لمن دفعوا ملايين من مدخراتهم لسنوات طويلة ليتملكوا منزل العمر عن طريق قروض طويلة الأجل من البنوك المحلية، بعد هذا الانتظار الطويل للحصول على منازلهم يتفاجأ هؤلاء المواطنون بأن هذا المشروع السكني لا توجد به خدمات من كهرباء وماء وصرف صحي. تقرير «الإخبارية» يُظهر المواطن سعود وهو يشغّل ماطور الكهرباء الخاص به ليس ليسكن فلته الجديدة ولكن ليراها فقط. كم من هذه المشاريع المتعثرة سبّبت من مآسٍ لهؤلاء المواطنين الذين ينتظرون منذ أشهر طويلة حتى تتم معالجة هذا النقص الخدماتي في مشاريع إسكانية معتمدة من وزارة الشؤون البلدية والإسكان. للأسف وزارة الإسكان ومن يصرّح للمطورين بإنشاء مثل هذه المشاريع الإسكانية الضخمة كنا نعتقد أنها هي الحل في أزمة الإسكان وخاصة مع ارتفاع أسعار الأراضي والفلل في المخططات القريبة من النطاق العمراني مكتملة العمراني، بعض المواطنين لا يمانعون في السكن والحياة في مثل هذه المشاريع رغم بعدها عن المرافق الحكومية وخاصة المدارس والمستشفيات ومقار أعمالهم بسبب أن أسعار الفلل فيها معقولة وفي قدرتهم المالية، لكن أن لا توجد خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء فهذه مصيبة ولا يمكن العيش بدونها. بعد تقرير قناة الإخبارية عن هذا الفشل بالمشروع في شرق الرياض والذي تضرر منه أكثر من ألفي مواطن وأسرهم توقعت أن نسمع بياناً من وزارة الإسكان عن هذه الفضيحة، فالمواطن لا يهمه اليوم الإخفاق من أين أتى؛ هل هو من المطوّر أو من الوزارة، بل همه الأول والأخير أن تصل الخدمات الضرورية لمنزله. من متابعة لهذا المشروع قبل سنوات قليلة أتذكر الإقبال الكبير للتسجيل في هذا المشروع في الخيمة التي نصبها المطوّر على طريق الدمام والتهافت الكبير على مشروعه، وللأسف أن النتيجة مخيبة للآمال في هذا المشروع وغيره من المشاريع الإسكانية التي يقوم بها بعض المطوّرين في بعض المدن الكبيرة في المملكة، هذا المطوّر وظّف مشاهير الفلس السنابيين وبكثرة للترويج لمشروعه، والنتيجة الفخ الذي وقع فيه المواطن هو فلة ومشروع جميل فيه المدارس والمناطق الخضراء والمساجد والمراكز الصحية ولكنها للأسف على الورق، على أرض الواقع فلل مظلمة بدون أساسيات الحياة الضرورية، مشاهير السناب باعتقادي مشتركون بشكل أساسي في خداع المواطنين في ترويج لمشروع سكني فاشل ويجب أن يحاسبوا أو أن يمنعوا من القيام بمثل هذه الإعلانات التضليلية، طبعاً وزارة الإسكان وبرامجها الإسكانية ومنها البيع على الخريطة هي من يتحمّل مسؤولية السماح لمطوّرين عقاريين ببناء وبيع هذه المدن الإسكانية بدون خدمات الكهرباء والماء على الأقل، مثل هذه التجاوزات لا يمكن وصفها إلا أنها نوع من الفساد الذي يجب على الجهات الرقابية التحقيق فيه ومعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الإخفاق ومحاسبة المتسببين فيه وتعويض المتضررين من أصحاب هذه المنازل الذين يدفعون الأقساط والإيجارات بسبب رداءة هذه المشاريع من ناحية الخدمات.