من كان يصدق أن فايروس كورونا الجديد سيواصل تفشيه ليصيب أكثر من 250 مليون نسمة في أرجاء المعمورة؟ بعد يوم شهد تسجيل 404214 إصابة جديدة؛ قفز العدد التراكمي لإصابات العالم بعد ظهر الأحد إلى 250.34 مليون إصابة. وكان طبيعياً أن يرتفع عدد وفيات العالم أمس إلى 5.06 مليون وفاة منذ اندلاع نازلة كورونا مطلع العام 2020. ومهما تزايد الاهتمام بالعقارين اللذين توصلت إليهما شركتا ميرك وفايزر الأمريكيتان لعلاج كوفيد-19، من دون حاجة إلى تنويم بالمشافي؛ وعلى رغم ارتفاع عدد جرعات اللقاحات المضادة لكوفيد-19 أمس إلى 7.24 مليار جرعة، في 184 بلداً ومنطقة؛ إلا أن أرجاء واسعة النطاق من العالم باتت في أتون موجة فايروسية خامسة؛ خصوصاً أوروبا التي أضحت من جديد بؤرة للتفشي المتسارع. وأثار ذلك شكوكاً في جدوى الجهود التي تبذلها القارة العجوز للتعافي من الوباء العالمي. ويجتاح الفايروس أوروبا على رغم وفرة مخزونات دولها الغربية من اللقاحات المضادة للفايروس. فقد أعلنت دول تمتد من ألمانيا إلى اليونان ارتفاعات غير مسبوقة في الإصابات الجديدة التي يتم تشخيصها يومياً. كما أن دولاً مثل رومانيا وبلغاريا تتحدث عن عدد قياسي من الوفيات الناجمة عن عدوى الفايروس. ويقول العلماء الأمريكيون إن الولاياتالمتحدة تشهد «هدنة» مع سلالة دلتا المتحورة وراثياً. فقد أشارت إحصاءات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى أن الإصابات الجديدة انخفضت بنسبة 1.4% خلال الأسبوع المنتهي في 3 نوفمبر الجاري. فقد هبطت من 1.1 مليون حالة جديدة خلال الأسبوع المنتهي في 17 سبتمبر إلى 516 ألفاً خلال الأسبوع المنتهي في 22 أكتوبر الماضي. وسجلت أمريكا أمس الأول 71428 إصابة جديدة، رافقتها 1215 وفاة إضافية. واستبشرت السلطات الأمريكية أمس بإعلان مسؤوليها الصحيين أنها تمكنت من تحصين 70% ممن تجاوزوا 18 عاماً من سكانها، بعد 11 شهراً من بدء حملة التطعيم ضد الوباء العالمي. وقال مسؤول البيانات الوبائية في البيت الأبيض سايروس شابار، في تغريدة الليل قبل الماضي، إن أمريكا قدمت لسكانها 1.5 مليون جرعة لقاح السبت، منها 904 آلاف جرعة تنشيطية من اللقاحات الثلاثة المرخصة في أراضيها، وهي موديرنا، وفايزر-بيونتك، وجونسون آند جونسون. وتفاقمت المحنة الوبائية في روسيا، التي أعلنت أنها سجلت السبت 41335 إصابة جديدة. ويفوق ذلك الرقم القياسي المسجل في 31 أكتوبر الماضي وهو 40993 إصابة جديدة. وقالت اللجنة المكلفة بمكافحة نازلة كورونا إن 1188 شخصاً توفوا بكوفيد-19 ليل الجمعة/السبت. وشكا المسؤولون في روسيا من أن محنة بلادهم تعزى إلى إعراض عدد كبير من السكان عن الخضوع للتطعيم باللقاحات الروسية. فعلى رغم أن روسيا سارعت إلى إقرار لقاحاتها المحلية الصنع، فهي لم تحصن بالكامل- أي بالجرعتين- حتى الآن سوى 57.2 مليون نسمة، يعادلون نحو 40% من سكانها البالغ عددهم 146 مليوناً. وأعلنت مناطق روسية عدة تمديد الإجازة الإجبارية من العمل التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين من 30 أكتوبر إلى 7 نوفمبر. لكن عمدة موسكو سيرغي سوبيانين قال إن الوضع في العاصمة الروسية أضحى أكثر استقراراً، بحيث يمكن للموظفين العودة لمكاتبهم اعتباراً من اليوم (الإثنين). لكنه أوضح أن عدداً من التدابير الوقائية ستبقى؛ خصوصاً إلزام المسنين بعدم مغادرة منازلهم. كما أن الشركات ستظل ملزمة بأن لا يتجاوز عدد العاملين من موظفيها 30%، فيما يعمل الباقون من بيوتهم. وارتفع العدد التراكمي لإصابات روسيا أمس (الأحد) إلى 8.80 مليون إصابة. وفيما تقول وزارة الصحة إن العدد الإجمالي للوفيات بالفايروس بلغ 245635 وفاة؛ فإن الخدمة الحكومية للإحصاءات تقول إن العدد الحقيقي بلغ بنهاية سبتمبر الماضي 462 ألف وفاة. وتقول وزارة الصحة الروسية إنها لا تعتد إلا بالوفاة التي تعزى طبياً إلى كوفيد-19، في حين تعتبر الخدمة الحكومية للإحصاءات أن أي تشخيص للمصاب بكوفيد-19 قبل وفاته يعني أن وفاته ندمت عن الفايروس. وفي أوكرانيا، سجلت الحكومة السبت 793 وفاة بكوفيد-19، في رقم قياسي. وذكرت أنها سجلت السبت 25063 إصابة جديدة. وكانت أوكرانيا سجلت الخميس الماضي عدداً قياسياً من الحالات الجديدة، وهو 27377 إصابة. وعلى رغم أن حكومة كييف لديها مخزون جيد من لقاحات كوفيد-19؛ إلا أن 17.9% من سكانها البالغ عددهم 41 مليون نسمة هم من تم تحصينهم. الصين.. هل تنجح في اجتثاث «دلتا»؟ أعلنت الصين أمس (الأحد) أنها سجلت 50 إصابة جديدة محلية المنشأ. وقالت إن التدابير الاحترازية ستستمر بعض الوقت، في مسعى لوضع حد للتفشي المتسارع الذي يجتاح أكثر من نصف عدد محافظات البلاد. وذكر مسؤولون صحيون أنه تم تسجيل 20 حالة جديدة في محافظة خيبي، القريبة من العاصمة الصينيةبكين. وتسعى الحكومة إلى إحاطة بكين بسياح من التدابير المشددة استعداداً للألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها العاصمة في فبراير 2022. واجتاحت سلالة دلتا حتى الآن 20 من محافظاتالصين البالغ عددها 31 محافظة. وهو أكبر اجتياح فايروسي للصين منذ اندلاع النازلة في مدينة ووهان أواخر سنة 2019. وتتمسك الصين بإستراتيجية «صفر كوفيد» على رغم فشلها الظاهر في استئصال التفشي. وتشمل أدوات تحقيق هذه الإستراتيجية الإغلاقات المفاجئة، ومنع السفر، وفحص سكان مدن بأكملها. وأثار ذلك مخاوف من احتمال تأثير تلك الإجراءات على أداء ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وعلى رغم أن الصين هي البلد الأعلى تطعيماً لسكانه؛ إلا أن التطعيم يتم باللقاحات الصينية الصنع، التي تعد أقل فعالية من لقاحات مرسال الحمض النووي الريبوزي.