بعدما نجح كل من الولاياتالمتحدةوبريطانيا في تطعيم شريحة كبيرة من سكانهما؛ يبدو أن الأوضاع هناك تمضي باتجاه العودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية السابقة لاندلاع نازلة فايروس كوفيد 19 نهاية سنة 2019. فقد أعلنت وزارة الصحة البريطانية أمس أن عدد الإصابات الجديدة خلال الساعات ال 24 الماضية لم يتجاوز 2206 حالات، وهو ما يمثل انخفاضاً نسبته 14.8% عما تم تسجيله من إصابات جديدة خلال الأسبوع الماضي. كما أن بريطانيا قيدت 35 وفاة فقط الجمعة. وهو عدد يقل بنسبة 12.5% عن عدد وفيات اليوم المقابل من الأسبوع الماضي. وفي حين بلغ عدد المنومين بكوفيد 19 نحو 4 آلاف شخص يومياً في يناير الماضي؛ انخفض إلى 179 شخصاً في 13 أبريل الجاري. ويبلغ عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم باللقاحات في بريطانيا 32.6 مليون بريطاني، منهم 9.4 مليون نسمة حصلوا على جرعتي اللقاح. غير أن الجدل بات على أشده في بريطانيا بعدما توقع خبراء أن يؤدي تفشي السلالة الهندية من الفايروس إلى تدمير مفعول اللقاحات، وبالتالي محو الإنجاز الذي حققته بريطانيا، في الطريق إلى بلوغ مناعة مجتمعية قادرة على وقف انتشار الوباء. غير أن علماء أكدوا أن تلك التوقعات تنطوي على قدر كبير من التشاؤم، وأن اللقاحات المستخدمة في المملكة المتحدة قادرة على التصدي للسلالة الهندية، التي تم اكتشاف 77 إصابة بها في البلاد. وعلى صعيد اللقاحات، ذكر مقال نشرته مجلة نيو إنغلاند الطبية الأمريكية أمس الأول أن دراسة شملت ألف شخص، في مركز سيدراز-سيناي في لوس أنجليس، منذ ديسمبر الماضي، خلصت إلى أن المتعافي من الإصابة بفايروس كوفيد 19 قد يحتاج فقط إلى إبرة وحيدة من أي من اللقاحين القائمين على نظام الجرعتين، كفايزر وموديرنا. وقالت المشرفة على الدراسة الدكتورة سوزان تشنغ، إن الأشخاص الذين تعافوا من كوفيد 19 تولدت لديهم أجسام مضادة بعدد يفوق كثيراً جداً من تم تطعيمهم بالجرعتين ممن لم يُصَابُوا بالوباء. وأضافت أن من أصيب بكوفيد 19 قد لا يحتاج تحصينه لأكثر من جرعة واحدة من اللقاح. وعلى رغم من أن نتائج هذه الدراسة تأتي في وقت تواجه فيه أهم ثلاثة لقاحات، وهي أسترازينيكا-أكسفورد، وجانسن، وموديرنا، تحقيقات في شأن صلة محتملة لها بحدوث جلطات دماغية لبعض الأشخاص الذين تطعموا بها؛ إلا أن الاكتفاء بتلقيح المتعافين من كوفيد 19 بجرعة واحدة من اللقاحين المصنوعين بتكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي (mRNA) يمكن أن يوفر أكثر من 110 ملايين جرعة في أرجاء العالم، بحسب تقديرات أعدتها كلية الطب بجامعة مارسلاند الأمريكية. وعلى صعيد متصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة فايزر الدكتور ألبرت بورلا أمس الأول إنه يرجح أنه ستكون ثمة حاجة إلى إبرة ثالثة من لقاح فايزر في غضون سنة من إعطاء الشخص جرعتي هذا اللقاح. أعلنت اللجنة الحكومة المشتركة للتطعيم في بريطانيا أمس الأول أنه يتعين منح اللقاح للحوامل، كبقية سكان البلاد، بحسب أعمارهن، وإصابة بعضهن بأمراض مزمنة. وشددت اللجنة على أنه لا توجد أية مخاوف تتعلق بسلامة تحصين الحوامل بأي من جميع أنواع اللقاحات المضادة لوباء كوفيد 19. وأشارت إلى أن البيانات المتاحة من الولاياتالمتحدة تشير إلى أنه تم تطعيم نحو 90 ألف حبلى بلقاحي موديرنا وفايزر-بيونتك، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع أي مخاطر صحية. وزادت اللجنة أنها في ضوء ذلك خلصت إلى أن من «الأفضل» تطعيم الحوامل في بريطانيا بهذيْنِ اللقاحين، متى توافر أحدهما. وأضافت اللجنة أنه لا توجد دلائل على أن اللقاحات الأخرى ليست مأمونة بالنسبة إلى النساء الحوامل في المملكة المتحدة، لكن الأمر يتطلب مزيداً من الأبحاث. تطعيم الحوامل.. ضروري أم خطر؟