حذرت مديرة البرنامج العالمي لمكافحة السل، التابع لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيريزا كاسايفا، أن ربع سكان العالم مصابون بالفطريات التي يمكن أن تسبب الإصابة بمرض السل، وعلى الرغم من أن هذا لا يعني أنهم مرضى أو يمكنهم نقل العدوى، إلا أن هناك مخاطر عالية للإصابة بالسل، وبالتالي تتفاقم نسبة المخاطر في خضم معاناة العالم من جائحة كوفيد-19. وفي لقاء أجرته فيسميتا جوبتا سميث، بالحلقة رقم 58 من برنامج «العلوم في خمس»، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية عبر موقعها الرسمي وحساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، قالت الدكتورة كاسايفا إن السل وكوفيد-19 يؤثران على الرئتين بشكل أساسي، على الرغم من أن السل ناجم عن البكتيريا وكوفيد-19 عن طريق الفيروس، لكن يجب أن يوضع في الاعتبار أن مرض السل موجود في كل مكان ويمكن أن يؤثر على أي شخص، على الرغم من أنه من المعروف أن هناك مجموعة من البلدان ذات العبء المرتفع للسل حيث تكون مخاطر الإصابة بالسل أعلى بكثير. وأضافت الدكتورة كاسايفا أن الأدلة المبدئية تشير إلى أن إصابة مرضى السل بعدوى كوفيد-19 تكون أكثر حدة، علاوة على أنها تؤثر على نجاح علاج مرض السل نفسه. وشرحت الدكتورة كاسايفا أن مرض السل يعد أحد أكبر الأمراض المعدية القاتلة بعد كوفيد-19 مباشرة، مشيرة إلى أن السل ينتشر في كل مكان، وأن العدوى تنتقل عن طريق الهواء، ولا تعرف الحدود والدول. وذكرت خبيرة الصحة العالمية أن مرض السل يودي بحياة أكثر من 4100 شخص يوميًا، ويصاب كل عام حوالي 10 ملايين شخص بمرض السل. وبسبب الوضع الحالي وتعطيل الخدمات الأساسية، يمكن أن تكون هناك مخاوف من حدوث انخفاض كبير في إمكانية تشخيص الإصابة بمرض السل، بما يعني أيضًا أن الأشخاص ربما لا يتلقون العلاج المنقذ للحياة في الوقت المناسب وأن انتقال العدوى مستمر. ولهذا يجب أن يكون هناك تدابير، حتى أثناء تفشي وباء كورونا المُستجد، لمكافحة الأمراض بنجاح وحماية الأشخاص بمزيد من الاهتمام والرعاية. وحول السبل لتوفير الاهتمام والرعاية المناسبين بما يكفل العناية المناسبة لمرضى السل، قالت الدكتورة كاسايفا إنه يجب اتباع نصائح الأطباء والحفاظ على تهوية المكان الذي يعيش فيه المريض وسط عائلته جيدًا، والالتزام بكافة آداب ومبادئ النظافة الجيدة، بخاصةً آداب السعال، إلى جانب ارتداء الكمامات الواقية بشكل مناسب والحفاظ على التباعد الجسدي والاجتماعي، علاوة على الحصول على التطعيم فور توافر اللقاح. ونصحت الدكتورة كاسايفا بأن يقوم الشخص بعمل اختبارات كوفيد-19 والسل، ومراقبة ما إذا كانت لديه أعراض مثل السعال والحمى الشديدة وصعوبة التنفس، موضحة أن المرضين يمكن أن يكون لهما أعراض متشابهة، وبالتالي فإن أي شخص يلاحظ وجود هذه الأعراض إلى جانب تاريخ عائلي بإصابة بمرض السل، فإن عليه أن يجري اختبارا لمرض السل إلى جانب بي سي أر أو أنتي جن لكوفيد-19.