والمعروف أن التحاق عبده خال بعالم الرواية كان في وقت لم تكن قد بدأت طفرة الكتابة الروائية بشكلها الراهن الذي هو أقرب إلى الموضة منها إلى الإبداع الإنساني. والحقيقة أن الرجل بدأ في كتابة القصة في سن ال17 من عمره، حينما انتهى من كتابة قصة بعنوان «الغروب موت الشمس» وأراد نشرها في الملحق الأدبي بجريدة المدينة، لكن خشيته من أن يتلقى ردا محبطا يشير إلى سوئها، وبالتالي يتعرض لسخرية أقرانه، جعله يذيل تلك القصة باسم مستعار هو «نيفين عبده». لعبده خال إنتاج أدبي غزير بدأه عام 1984 بنشر كتاب «حوار على بوابة الأرض» (مجموعة قصصية)، ثم توالت إصداراته ومنها: لا أحد (مجموعة قصصية 1992)، ليس هناك ما يبهج (مجموعة قصصية 1993)، حكايات المداد (مجموعة قصص للأطفال 1994)، الموت يمر من هنا (رواية 1995)، مدن تأكل العشب (رواية 1998)، من يغني في هذا الليل (مجموعة قصصية 1999)، الأيام لا تخبئ أحدا (رواية 2002)، الأوغاد يضحكون (مجموعة قصصية 2002)، الطين ( رواية 2003)، نباح (رواية 2004)، فسوق (رواية 2005)، لوعة الغاوية (رواية 2012)، قالت حامدة -أساطير حجازية (مجموعة قصص 2013)، قالت عجيبة- أساطير تهامية (مجموعة قصص 2013)، الصهريج، أغان لأعشاش مهجورة (رواية 2020). على أن العمل الذي أشهره وجعل اسمه يجوب الآفاق ويحصد الجوائز والتكريمات هو رواية «ترمي بشرر» الصادرة في عام 2008 عن دار الجمل، التي نالت جائزة بوكر بنسختها العربية عام 2010. وهذه الرواية قد لا تكون أفضل أعمال عبده خال، بدليل إشارته بنفسه إلى ذلك حينما قال: «ترمي بشرر رواية محظوظة كونها فازت بجائزة عالمية، لكنها ليست الأفضل بالنسبة لي، فكل رواية كتبتها أحبها وأحب شخصياتها وأحزن عندما أنتهي من كتابتها». لكنها حظيت بالاهتمام الواسع لأنها تتعرض إلى قضية اجتماعية مسكوت عنها، ولأنها أيضا تتناول مساوئ غياب الحرية الذي يؤدي بدوره إلى الكبت والتسلط والجهل فتظهر المفاسد الأخلاقية والانهيارات الإنسانية. هذا ناهيك عن استثمار الكاتب ملكاته الإبداعية وأدوات الفن الروائي في اقتحام المناطق المحظورة والغوص فيها بجسارة وعقلانية.