رأى مثقفون سعوديون أن فوز الروائي عبده خال بجائزة بوكر العربية يحسب للمشهد الثقافي السعودي، وهو بصمة أساسية في هذا المشهد، موضحين أن خال اشتغل على أعماله عبر تقنيات روائية مختلفة، كما تميز بتوظيف الأسطورة والأمثال الشعبية ليأتي عمله الروائي ملامسا لقضايا الناس وهمومهم. تشخيص الواقع إن الروائي إذا استطاع أن ينفذ إلى تشخيص الواقع الداخلي، والتعبير عنه، وأن ينتقل منه إلى دوائر أكثر شمولية وإنسانية ما يجعل المحلي يتقاطع مع الإنساني، فإن هذا يدفع الآخرين أن يجدوا في هذا العمل قوة وتميزا. يضاف إلى ذلك أن عبده خال تدرج من كتابة فن القصة إلى فن كتابة الرواية، بمعنى أنه قطع المراحل ولم يتجاوزها، ويقفز عليها. وهذا مكنه من الأدوات اللازمة التي يستطيع عبرها نسج رواية تجعل أدبنا السعودي قادرا على التنافس والوجود مع الآداب العالمية الأخرى. * د. عاصم حمدان المحكي والمتخيل تابعت تجربة عبده خال الروائية، بدءا من رواية «الموت يمر من هنا»، وصولا إلى رواية «فسوق»، إلا أن روايته الجديدة الفائزة بالجائزة «ترمي بشرر»، لم تقع يدي عليها حتى الآن. يتضح في تجربة عبده خال الروائية القدرة على مزج المحكي بالمتخيل، وإخراج العنصرين من دائرة التأمل التي تعيد نسيج السرد ونسيج الحكاية، بمعنى أن عبده خال لا يشتغل على نقل المحكي فقط، وإنما يجعل الكتابة تشتغل، واشتغال الكتابة بالعمل السردي من شأنه أن يحضر بدور الروائي والفنان، بمعنى أنه الدور الذي لا يملي موقفا ولا يملي رأيا، إنما يهيء منطقة خصبة لحوار مفتوح مع العلاقات السردية، لينفتح به القارئ على التأويل. * د. عالي القرشي حساسية اجتماعية أولا: نبارك لعبده خال هذا الإنجاز، ثانيا: هذا الإنجاز يحسب للرواية السعودية بعد مرورها بتحولات كثيرة، وخروجها من نفق التباطؤ إلى زيادة الانتشار والاقتراب من قضايا ذات حساسية اجتماعية تقليدية. أما بالنسبة لتجربة عبده خال الروائية فهي تجربة عميقة اشتغل عليها عبده خال بصبر وأناة وإتقان، بدءا من «الموت يمر من هنا»، وانتهاء ب «ترمي بشرر» الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية. نوع عبده خال في رواياته خلال مسيرته الروائية من استخدام تقنيات مختلفة، ربما في كل رواية، وهذا يعطي الانطباع بقلق عبده خال تجاه صناعة الرواية، فكل رواية له فيها مغامرة جمالية وموضوعية. أما بالنسبة إلى الناحية الموضوعية في رواياته، فقد بدا مشتغلا بالأسطورة والحكاية الشعبية، وإعادة تقديمها بشكل روائي معاصر. ونلمس ذلك في رواية «الموت يمر هنا»، وفي «الطين» التي تعتبر من أهم الروايات التي اشتغلت بالموضوع الوجودي للإنسان. أما راوية «ترمي بشرر» وقبلها «فسوق»، فقد اشتغل فيهما على الموضوع الاجتماعي الآني، خصوصا في «ترمي بشرر» التي اشتغل فيها على موضوع ذات حساسية استثنائية، هي علاقة السلطة بالفساد، وتأثيرها على الإنسان. *د. حسن النعمي (رئيس جماعة حوار في نادي جدة الأدبي) إنشاء أدبي يتميز عبده خال في أعماله الروائية بأسلوبه الإنشائي الأدبي، واقترابه من الكثير من القضايا الاجتماعية مع حضور بعض التكرار في لغته ومعالجته، وأخذ منهجية روائية قد تميل إلى الإثارة. ولا شك أنه يمثل طليعة من الجيل الروائي الذي يطمح إلى بناء رواية جميلة في المملكة. * د. عبد الرحمن الوهابي جراح المجتمع عبده خال كاتب روائي جاد وشفاف جدا، ورجل عملي، فهو يتجاوز جراحه وجراح مجتمعنا بكل تناقضاته. عبده خال اختط له عالما روائيا وفضاء واسعا، ليطرح عبر هذا النسيج الممتد من السرد القصصي والروائي عبر ثلاثة عقود من الزمن، رؤاه وأفكاره وتصوراته عبر نماذجه الفنية وشخصياته التي وجدت صدى في المجتمع الثقافي. كتبت عن أعماله أكثر من قراءة، إنه يبحث عن الهوية لشخوص رواياته وعالمه السردي، مثلما ظهر في قصة «أوراق» حينما أراد أن يدفن بطلة النص في وسط البيت، لأنها لا تملك أوراقا ثبوتية لتدفن في المقبرة. ونموذج آخر يتمثل في رواية «نباح». عبده خال يمثل المشهد الثقافي السعودي، وفوزه يحرض الأجيال الجديدة على الكتابة الجادة والعناية بالإبداع.. وهو فنان من ألفه إلى يائه. *أحمد الدويحي (روائي)