يواجه لقاح أسترزينيكا الذي ابتكره علماء إنجلترا العاملون بجامعة أكسفورد لحظة حاسمة في تاريخه القصير اليوم. فمن المتوقع أن تعلن وكالة الأدوية الأوروبية -هيئة الغذاء والدواء التابعة للاتحاد الأوروبي، مقرها أمستردام بهولندا- ما توصلت إليه بشأن وجود صلة بين اللقاح الإنجليزي وجلطات دماغية نادرة تحدث لبعض من يتم تطعيمهم به. ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان جامعة أكسفورد أنها قررت وقف تجارب سريرية بدأتها لمعرفة سلامة وفعالية اللقاح على الأطفال، إلى حين قيام وكالة الأدوية البريطانية بحسم الجدل بشأن علاقته بالجلطات الدماغية المشار إليها. وشددت الجامعة المرموقة على أن قرارها احترازي محض، وأنه لم تحدث أي مضاعفات جانبية للأطفال الذين جندتهم لتجاربها السريرية المذكورة. وكانت الجامعة جندت نحو 200 طفل تراوح أعمارهم بين 5 و17 عاماً لتلك التجارب. وزاد الطين بلة بالنسبة إلى اللقاح الإنجليزي إعلان رئيس وحدة اللقاحات في وكالة الأدوية الأوروبية البروفسور ماركو كافالييري أمس الأول، أن ثمة صلة واضحة بين اللقاح المذكور وجلطات دماغية حدثت لأشخاص في سن الشباب بعد تلقيحهم به. غير أن كافالييري أقرّ بأن الوكالة الأوروبية للأدوية حائرة حقاً ولا تعرف سبباً مباشراً يجعل تلك الجلطات ناجمة عن اللقاح. وأشار إلى أن التقرير الأوروبي سيشير اليوم (الخميس) إلى «صلة محتملة» بين أسترازينيكا-أكسفورد والجلطات الدماغية. وأبلغ كافالييري صحيفة «مساجيرو» الإيطالية أمس بأن التقرير سيشير إلى «الصلة المحتملة»، وسيذكر أيضاً أن أسباب تلك الصلة غير واضحة! وطالبت عضو لجنة التطعيم الحكومية البريطانية الدكتورة ماغي ويرماوث أمس بوقف تطعيم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً بأسترازينيكا، إلى حين صدور تقرير وكالة الأدوية البريطانية. وتمسك رئيس الوزراء البريطاني برويس جونسون، الذي زار أول أمس مصنع لقاح أسترازينيكا بمقاطعة شيشاير، بأن يواصل الشعب التطعيم كالمعتاد. ويقول علماء بريطانيا إن الجلطة الدماغية نادرة جداً، وحدثت حتى الآن لنحو 30 متطعماً من بين أكثر من 18 مليوناً خضعوا للقاح نفسه في بريطانيا. وأضافوا أن تقديرات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها تذهب إلى أن هذه الجلطة تحدث لنحو 5 من كل مليون نسمة في الولاياتالمتحدة. ولا يزيد عدد من يصابون بها في بريطانيا على 330 شخصاً سنوياً. أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أمس، أن بريطانيا بدأت نشر لقاح موديرنا الأمريكي في مراكز التطعيم اعتباراً من الأربعاء، لتعزيز حملتها لتلقيح سكان البلاد ضد وباء كوفيد-19. وقال هانكوك إن بريطانيا اشترت 17 مليون جرعة من موديرنا، تكفي لتطعيم 8.5 مليون بريطاني. وكان علماء المعهد القومي للحساسية ومكافحة الأمراض المُعدية بجامعة إيموري نشروا دراسة في مجلة نيوانغلاند الطبية أمس الأول، أكدوا فيها أن الأجسام المضادة التي ولّدها لقاح موديرنا تبقى في جسم المتطعم لمدة لا تقل عن ستة أشهر، بعد حصوله على الجرعة الثانية. وفي نيودلهي، قال الرئيس التنفيذي لمعهد الأمصال الهندي (أكبر مصنع للقاحات في العالم) أدار بوناوالا لأسوشيتدبرس إن مصنعه سيكون قادراً على بدء تصدير اللقاحات المضادة لكوفيد-19 بحلول يونيو القادم، إذا انخفض معدل الإصابات الجديدة في الهند. وحذر من أن المصنع الذي يقوم بتصنيع لقاح أسترازينيكا الإنجليزي ملزم بتلبية حاجات الهند قبل تصدير أي كميات للخارج. موديرنا في بريطانيا.. بعد تأكيد فعاليته