تمسكت وكالة الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (هيئة الغذاء والدواء) البريطانية الليل قبل الماضي بمأمونية لقاح أسترازينيكا-أكسفورد الإنجليزي، على رغم إبلاغ السلطات البريطانية عن 25 حالة جديدة لأشخاص أصيبوا بجلطات دموية بعد خضوعهم للتطعيم بهذا اللقاح. وأكدت الوكالة أن عدد حالات التجلط منذ 24 مارس الماضي ارتفع أمس الأول إلى 30 حالة. لكنها قالت إنه لا يمثل شيئاً قياساً ب 18.1 مليون نسمة تم تطعيمهم بأسترازينيكا-أكسفورد. وقال أستاذ علم الأعصاب بجامعة لندن البروفسور ديفيد ويرينغ: الشيء الرئيسي الذي يجب أن نضعه في الحسبان هو ندرة حالت الجلطة الدماغية. وتمسكت وكالة الأدوية البريطانية بأن فوائد اللقاح الإنجليزي تفوق مضاره كثيراً. وأضافت: أي دواء ولقاح له مضاعفات جانبية. وكانت الوكالة الأوروبية للأدوية، التابعة للاتحاد الأوروبي، قالت الأسبوع الماضي إن من المحتمل أن تكون ثمة صلة بين اللقاح الإنجليزي وجلطات الدم، بعد اكتشاف 62 حالة جلطة في أرجاء القارة الأوروبية. وكانت أستراليا أعلنت الجمعة إصابة شخص بجلطة دموية بعد تلقيحه بأسترازينيكا. وأعلنت الحكومة الهولندية الجمعة أنها قررت تعليق استخدام اللقاح الإنجليزي على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً. وأضافت أن قرارها جاء بعد رصد 5 إصابات بالجلطة بعد 7-10 أيام من التطعيم. لكنها أضافت أنه حين تم الإبلاغ عن الحالات الخمس المذكورة كان قد تم تطعيم 400 ألف هولندي باللقاح نفسه. وأكد وزير الصحة الهولندي هوغو دي يونغي أن قرار تعليق استخدام اللقاح على الأشخاص دون سن ال 65 جاء من باب التحوط، في انتظار نتائج الأبحاث بهذا الشأن. ويتوقع أن تعقد وكالة الأدوية الأوروبية مؤتمراً صحفياً خلال هذا الأسبوع، لتعلن آخر ما توصلت إليه أبحاثها بشأن المضاعفات المحتمل حدوثها جراء التطعيم بأسترزينيكا. وشددت مديرتها إيمر كوك (الجمعة) على أن لجنة سلامة اللقاحات التابعة للوكالة تدرس المضاعفات الجانبية المحتملة، خصوصاً ما إذا كانت ثمة صلة بين اللقاح وحدوث خثرات في الدم. وأضافت: حتى هذه اللحظة قد تكون هناك صلة بين اللقاح المذكور والتجلط. ولكن لا يوجد أي دليل يجعلني أصدر قراراً بتعليق استخدام هذا اللقاح على أي شرائح من السكان. وكان لقاح أسترازينيكا-أكسفورد مُني بعدد من الضربات في الآونة الأخيرة، تمثلت بقرار دول أوروبية تعليق استخدامه، وقرار دول أخرى قصر استخدامه على من تعدوا 55 عاماً من العمر. وأضحى اللقاح الإنجليزي سبباً في معركة دبلوماسية متفاقمة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، الذي يعول عليه تعويلاً كبيراً لتسريع حملات التطعيم المتباطئة في دوله، من جراء تأخر وصول شحناته إلى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل. غير أن بريطانيا ترى أنها معركة في غير معترك، لأنها طعمت أكثر من 18 مليوناً بهذا اللقاح من دون بلاغات عن مضاعفات خطيرة؛ بل تعتبره بريطانيا المفتاح الذي فتح أمامها بوابة العودة إلى الحياة العادية في أقصر وقت ممكن.