اكتشف علماء ألمان أسرتين من المواد الفعالة التي ربما تتمكن من منع كورونا من التكاثر، وبمقدور تلك المواد تعطيل عمل الإنزيم المحوري للفايروس وهو الإنزيم البروتيني. فبعد أن يتوغل الفايروس إلى الخلية تبدأ عملية تكاثره التي يلعب الإنزيم البروتيني دورا رئيسا فيها حيث ينتقل جينوم الفايروس مع الحمض النووي الريبي إلى سلسلة البروتين الكبيرة، ثم يقوم الإنزيم البروتيني الرئيسي (البروتياز الرئيسي) بقطع تلك السلسلة إلى أجزاء صغيرة كثيرة تشكل فيما بعد جزيئات جديدة لفايروس كورونا. وفي حال حجب الإنزيم تتوقف عملية تكاثر الفايروس، لذلك فإن الصيادلة الذين ينتجون الأدوية يستهدفون بالدرجة الأولى البروتياز الرئيسي في محاولاتهم العديدة لمنع فايروس كورونا من التكاثر. واكتشف الصيادلة الكيميائيون من جامعة بون الألمانية عددا كبيرا من المثبتات المحتملة للبروتياز الرئيسي لفايروس SARS-CoV-2 وذلك بناء على آلية تشغيل هذا الإنزيم الفايروسي المهم. وقال رئيس الفريق المستقل للباحثين في المعهد الصيدلاني للجامعة وأحد أصحاب الدراسة، مايكل غوتشوف، في بيان أصدرته الجامعة: «يجب أن تكون لدى المثبت علاقة وطيدة بالبروتياز الرئيسي كي تتاح له فرصة لحجب موقعه النشيط». وقد وضع الباحثون نظاما خاصا باختبار فاعلية كل المثبتات وذلك بعد أن فحصوا جزئياتها، الأمر الذي سمح لهم بتحديد نوعين واعدين من المركبات من شأنهما إغلاق المركز المحفز للبروتياز الرئيسي ومنعه من إعداد وضعية ثابتة للتكاثر، ثم قام الباحثون بتخليق تلك المركبات في ظروف المختبر. وقالت البروفيسورة في المعهد الصيدلاني، كريستا مولر، إن بعض المركبات من هذا النوع والتي قام الباحثون بتخليقها لديها قدرة على إسكات إنزيم آخر يمتلكه الإنسان، مع العلم أنه يساعد كورونا في التوغل إلى خلايا جسم الإنسان. فيما قال أصحاب البحث إن استنتاجاتهم تقوم أساسا على التجارب المختبرية. وإنها بحاجة إلى اختبارات سريرية إضافية واسعة النطاق كي تستخدم تلك الاستنتاجات في الممارسة الطبية وعلاج المرضى المصابين بفايروس كورونا.