منذ أن شبّه وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، انهيار لبنان بغرق سفينة «تايتنك» لكن بفارق أن الغرق يحصل من دون موسيقى، وفقا لتصريحه قبل أيام لصحيفة «لوفيغارو»، اشتد التشاؤم على مواقف ساسة لبنان وحكامها كما على مواقف المؤلفين للحكومة التي يبدو أنها من الصعب أن تبصر النور، لا قبل وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بيروت في 22 الجاري ولا بعد هذا التاريخ، وفقاً للمعطيات والمؤشرات البارزة على الساحة، خصوصا بعد اشتباك البيانات في الساعات القليلة الماضية بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على خلفية مقال مستشار عون، التي يبدو أنها القشة التي قصمت ظهر تشكيل الحكومة. مصادر مراقبة لزيارة ماكرون أكدت أن الرجل الذي يراقب عن كثب كل ما يجري في لبنان لا يبدو أنه يحمل معه للبنانيين الذين يخصهم بزيارة ثالثة عصا سحرية ولا حلول ولا وعود، ولن يعقد الطاولة المستديرة في قصر الصنوبر، وأن تصريح وزير خارجيته ليس تغريدة خارج جو قصر الإليزيه، فلماذا يزور لبنان إذن؟ حتّى الساعة لا تفاصيل جديدة عن «زيارة ال48 ساعة» سوى أن ماكرون سيلتقي الكتيبة الفرنسية على مائدة غداء أو عشاء بمناسبة عيد الميلاد، قبل أن ينتقل في اليوم التالي إلى قصر بعبدا للقاء الرئيس ميشال عون، على أن يلتقي ممثلين عن المجتمع المدني ووفودا من المتضررين من انفجار بيروت، وبعدها سيغادر لبنان تاركا وراءه سلطة سياسية تتخبط في خلافات، وأن سيناريو غرق لبنان الذي تنبأ به لودريان هو الواقع المحتوم، وربما تكون الزيارة لإلقاء نظرة أخيرة على مراسيم وداع هذا البلد. من جهته، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن لا أمل يُرتجى لإنقاذ لبنان في ظل الأكثرية الحاكمة، ولا أمل بولادة الحكومة لأنّ هذه الأكثرية عاجزة عن التأليف ولا تستطيع تشكيل حكومة مهمة إصلاحية بعيداً عن ذهنية المحاصصة. وقال، إن ماكرون يجب أن يأتي إلى لبنان من أجل الشعب. فيما رأى رئيس البرلمان نبيه بري، أن الوضع ليس مريحاً «وأننا دخلنا في النفق ولا أعرف كيف سنخرج منه»، مضيفا «لقد أصبحنا في حال يرثى لها، والوضع الحكومي مسدود بالكامل». وأعرب بري عن أمله في أن يتمكّن ماكرون من أن يفعل شيئاً، «وما علينا سوى الانتظار».