كالعادة يجيد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وصف حالة لبنان المؤلم، لكنه لا يفصح عن الفاعلين! ويرى الرجل إن الانهيار السياسي والاقتصادي في لبنان يشبه غرق السفينة «تيتانيك» لكن من دون موسيقى! «لبنان هو (تيتانيك) من دون الأوركسترا... اللبنانيون في حالة إنكار تام وهم يغرقون، ولا توجد حتى الموسيقى».. ربما كان ذلك هو السبب في إصرار الرئيس ماكرون على لقاء فيروز وماجدة الرومي، لكن المطربتين نفسيهما لم يعزفا منذ الزيارة إلا على مواجع أو مقاطع معينة! هكذا في أجواء «تايتنك» وبدون موسيقى تقترب زيارة ماكرون إلى بيروت، وهي الثالثة منذ انفجار الميناء، الذي شوه وجه «البطلة» وأودى بحياة 200 شخص في أغسطس دون أن نعرف «البطل» أو بمعنى أدق «المجرم»! هذا عن فيلم المرفأ، فماذا عن لبنان كما سماه لودريان «تايتنك»؟!. في فيلم «تيتانيك» الحقيقي نعرف أن مخرجه وكاتبه ومنتجه شخص واحد هو جيمس كاميرون، فمن هو مخرج وكاتب ومنتج فيلم لبنان الآن؟! وفي تايتنك الفيلم نعرف أن البطلين هما ليوناردو ديكابريو وكيت وينسليت، ونعرف أنهما وقعا في الحب، لكننا في فيلم لبنان لم نعرف بطلين يحبان بعضهما حتى الآن، بل على العكس قد نعرف بطلا واحداً يحب نفسه ويريد أن يظل هو وحده المتحكم في كل شيء! لقد استَلهم كاميرون أحداث الفيلم من حُطام السفينة، فهل يستلهم ماكرون فكرة فيلم لبنان من حطام المرفأ كله وليس السفينة فقط؟! انه بالتأكيد يعرف مثلما يعرف غيره في واشنطن.. فهل تتم المكاشفة في هذه الزيارة أم يكتفي ماكرون بزيارة جنوده في الناقورة، دون أن يلتقي أو يواجه أحداً من الساسة أو السادة الفاعلين؟! وهل سيكتفي كما يشاع بلقاء بعض ممثلي المجتمع المدني، ومزيد من المطربات والمطربين، بحثا عن الموسيقى المفقودة أو المفتقدة في الفيلم الجديد الذي يتصوره وزير خارجيته؟!. وقبل هذا وبعده: لماذا كل هذا التشاؤم والشؤم، وأنتم تروحون وتجيؤون! صحيح أنه فيلم طويل، وأنكم كلكم ممثلون، بمن في ذلك القابعون هناك في طهران، لكن لبنان، شأنه شأن سوريا، وشأن العراق، وشأن اليمن، يريد أن يعيش، حراً ومتصالحاً ورغم أنف الطائفيين، مثلما كانوا وكان!.