لست طبيباً ولا مختصاً في علم الأوبئة، ولست هنا في صدد التحدث عن خطورة هذا الوباء، ولكن أعالج جانباً أغفله الإعلام العالمي بشكلٍ عام؛ فقد تأثر مئات الملايين من البشر من هذا الوباء وهم لم يصابوا به، وقد أتعبنا الإعلام بأخبار هذا الوباء بشكل غير مسبوق وبمعلومات متضاربة، كأن الإعلام يتلذذ ويسعد بنشر الكآبة والهم في عالم يعيش على وقع الحروب والتفجيرات والمصائب والأخبار غير السارة. لقد أصبح هذا الوباء هاجسا يطاردنا في بيوتنا، ولو أُجريت إحصائيات لعدد زوار المراكز الطبية والمستشفيات ممن يتوهمون المرض اكتشفنا مدى الأثر النفسي الذي أصاب المجتمع. الوصفات الشعبية والطب الشعبي لعلاج هذا الوباء أو الحماية منه أصبحت حديث الميديا بجميع أنواعها. وانتشرت القصص والحكايات وغير ذلك من أخبار تحوم وتدور حول هذا الوباء حتى لا يقع مروجوها في جريمة نشر الشائعات. كما حُرم الناس من الحركة ومن كثير من الأمور التي كانت بديهيات. لقد استيقظ العالم على عالم آخر غير العالم الذي نعرفه، والمشكلة أن الجميع ينتظر ماذا سيحدث غداً. شعور بالإحباط أصاب الكثير، وهذه المعاناة ذهبت ضحيتها أنفس وأسر نتيجة مباشرة لما حدث في فترة منع التجول وما بعد المنع. لا شك هناك جانب مفيد وجيد في كل شيء؛ فقد اكتشف البعض أهمية المحيط الذي حوله وتعرف على هوايات جديدة في ظل منع التجول. الشك والخيال والمفاجأة تزيد من طبيعة الخوف عند الإنسان، قال تعالى: (إن الإنسان خلق هلوعا)؛ فالخوف غريزة كامنة في النفس البشرية، وهذه الأجواء التي يعيشها العالم تُساهم في رفع مستوى الضرر واليأس والقنوط. لذا نتمنى على وزارة الصحة وكافة الجهات المعنية أن تتم مراعاة الجانب النفسي الذي أصاب المجتمع نتيجة هذا الهلع والخوف بسبب الشك والخيال وعدم معرفة المعلومة؛ فالإنسان بطبيعته يخاف مما يجهل. قال تعالى: (فلمَّا رآها تهتزُّ كأنَّها جانٌّ ولّى مُدبِراً ولم يُعَقِّب) والله المُستعان. كاتب سعودي [email protected]