عاد التوتر المتفاقم في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالصين ليتصدر مشهد المعركة الرامية إلى دحر وباء كوفيد-19. فقد ذكر تقرير قدمته الشهر الماضي وزارة أمن الدولة الصينية إلى القيادة الصينية العليا أن الشعور المعادي للصين بلغ أخيراً ذروة تماثل تلك التي بلغها عقب أحداث ساحة تيان آن في عام 1989. وحذر التقرير أيضاً من أن على الصين أن تستعد لأسوأ الاحتمالات: اندلاع نزاع مسلح مع الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين، جرّاء الاتهامات لبكين بإخفاء مدى خطورة فايروس كورونا الجديد بعد اندلاع جائحته في ديسمبر 2019. وذكرت مصادر أن التقرير أعده معهد العلاقات الدولية المعاصرة الصيني، التابع لوزارة أمن الدولة. واعتبر مراقبون أن التقرير يمثل تنامي قلق بكين على استثماراتها الضخمة خارج الصين. وأضافوا أن العلاقات الأمريكية-الصينية بلغت أخيراً أسوأ حالاتها، مع استمرار تزايد عدم الثقة، واستمرار الاتهامات الأمريكية للصين بشأن ممارساتها التجارية والصناعية. وزعم التقرير- بحسب رويترز- أن واشنطن تنظر إلى بكين باعتبارها تهديداً اقتصادياً وأمنياً للغرب. ويتهم الأمريكيون الصين بإخفاء المعلومات عن فايروس كورونا الجديد. ويرى معلقون في واشنطن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيستغل حملة إعادة انتخابه لولاية جديدة لتسديد ضربات اقتصادية موجعة لبكين، من خلال فرض رسوم جمركية عالية تصل إلى تريليون دولار، وعقوبات اقتصادية أخرى. وحذر التقرير الصيني من أن واشنطن ستشكل تهديداً للمشاريع الصينية العملاقة في ما يعرف بمبادرتي الحزام وطريق الحرير الجديد. وأعرب التقرير عن مخاوف من أن تعمد واشنطن إلى تعزيز حلفائها الآسيويين المناهضين للصين. ويتهم الغربيون الرئيس الصيني تشي جين بينغ بتطوير الجيش الصيني ليصبح قادراً على كسب حروب حديثة. وفي هذا السياق، لوحظ أن الصين أعلنت، في أتون الحرب على كوفيد-19، أن قاذفة قنابل يستعصي على الرادار رصدها، وتطير بسرعة الصوت، ستكون جاهزة للاستخدام خلال العام الحالي. وستكون الصين بذلك قد انضمت إلى أمريكا وروسيا في نادي الدول القادرة على إطلاق صواريخ نووية من الجو، والأرض، والبحر. واستخدمت الصين قواتها الناعمة (الإعلام) إلى مداها الأقصى للرد على حملات التصعيد الأمريكية والغربية، بما في ذلك انتقاد الإدارة الأمريكية من خلال فيلم رسوم متحركة. ووظفت بكين صحيفتها الإنجليزية «غلوبال تايمز» لشن حملات مكثفة ضد ترمب. واتهم رئيس تحريرها هو تشيجن الرئيس الأمريكي بالكذب في شأن الصين. لكنه أقر في مقابلة تلفزيونية أخيراً، بأن «بعض الخبراء الصينيين ارتكبوا أخطاء في التقدير حلال المراحل الأولى من تفشي الفايروس». ويبدو أن جميع أجهزة الإعلام الصينية تلقت تعليمات بفتح النيران على الولاياتالمتحدة. ووصف التلفزيون الحكومي الصيني وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي بأنه «شرير». واعتبر أن مساعي بومبيو لربط فايروس كورونا الجديد بمختبر في مدينة ووهان ليست سوى محاولات من واشنطن لتعمية إخفاقها في الاستعداد للوباء. ويتمسك ترمب بأن اندلاع جائحة كورونا هو «خطأ صيني فظيع». واضطرت السلطات الصينية إلى إرغام نائب مدير مختبر ووهان للفايروسات الدكتور يوان زيمينغ على الظهور على الشاشات الحكومية لينفي أية صلة للمختبر بالفايروس.