ارتبط اسم فايروس كورونا ب«المستجد» لظهوره أخيرا منذ أشهر معدودة، ولكن يبدو أن الحقيقة خلاف ذلك، إذ قدر علماء أن الفايروس ربما دخل جسم البشر منذ أشهر أو حتى سنوات، قبل أن يصبح مميتا ويفجر أخيرا جائحة أعجزت العالم كله حتى الآن. والنظرية السائدة تنص على أن فايروس كورونا بدأ في التفشي في أواخر 2019، داخل سوق للحيوانات الحية في مدينة ووهان وسط الصين، وسط ترجيحات بأن مصدره لحم الخفافيش أو آكل النمل الحرشفي، لكن علماء ألقوا ظلال الشك على النظرية، معربين عن اعتقادهم أن الفايروس ربما اخترق أجساد البشر قبل عدة أشهر أو حتى سنوات، وتكيف وأصبح أكثر فتكا، حتى وصل إلى الصورة المعروفة حاليا. وقال أستاذ علم الأوبئة في كلية كولومبيا للصحة العامة إيان ليبكين، إنه يعتقد أن الفايروس انتشر في أجسام البشر منذ وقت قد يكون طويلا، مضيفا: «كم استغرقت عملية التفشي (الصامتة)؟ لسنا متأكدين تماما، ربما منذ أشهر أو سنوات»، بحسب ما نقلته شبكة (سكاي نيوز) عن شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية. من جهتها، نشرت دراسة أخيرا في مجلة «ناتشر ميديسن» العلمية تحدثت عن نظرية مماثلة خلاصتها أن البشر أصيبوا بعدوى فايروس كورونا لسنوات، من دون أن يعلموا بذلك، وتقول إن الفايروس قد تكيف داخل أجسام البشر، وأصبح أكثر عدوانية وفتكا بهم مع مرور الوقت. وذكر مؤلف الدراسة الأستاذ الجامعي روبرت غاري، أن الشرارة التي أشعلت هذا (تفشي الفايروس)، حدثت بالتأكيد قبل أشهر «نظرية أكل الخفافيش» في أواخر 2019، مضيفا: «هناك شرارات أخرى أدت إلى تفشي الفايروس في مناطق أخرى بالعالم، لم نكتشفها بعد»، لافتا إلى وجود عدة سلالات من أسرة فايروس كورونا لم يتم اكتشفها إلا أخيرا، رغم أنها موجودة منذ عقود. ومن جانبه، قال أستاذ علم الأوبئة البيطرية أندور كانينجها، إن هذه الفايروس ربما أجرت تعديلات على ذاتها قبل أن تستقر داخل أجسام البشر، مضيفا: «يمكن أن تكون هذه الفايروسات قد تكيفت أكثر، وأثبتت قدرتها على نقل العدوى بين البشر، بمجرد دخولها جسم إنسان». وتتعاظم مخاوف العلماء من أن الوباء الذي يواجهه العالم الآن «لن يكون الأخير»، وقال ليبكين: «في نهاية المطاف يجب أن يتوافر لقاح، ذلك أن هذا الفايروس سوف يتوطن في البشر، وقد تتكرر الموجة مرة أخرى».