في الوقت الذي يتفشى فيه فايروس كورونا بشكل سريع، مهددا حياة الشعوب في كثير من دول العالم، ومع كل التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، لا تزال إيران تمارس عنجهيتها في التعامل مع هذا الوباء بذات الوتيرة التي تتبعها في تعاملاتها السياسية، غير آبهة بسلامة مواطنيها وزائريها من مختلف الدول الأخرى. الإصرار الإيراني على إبقاء المزارات الدينية في قم وغيرها من المدن الإيرانية مفتوحة، فضلا عن ترويج الخرافات التي ترى بأن تلك الأضرحة والمزارات تعد مصدرا للتعافي والشفاء من «كورونا» وغيرها من الأمراض، يأتي ليجسد منهجية إيران وتحديها للعالم بأسره في جميع القضايا التي لا يقتصر خطرها على إيران بل يمتد للإضرار بالكثير من الدول. قرارات طهران الهوجاء، تجلت نتائجها في تسارع انتشار «كورونا» الفتاك في كثير من المدن الإيرانية؛ بدءا من مدينة قم التي تعد مركزا لانتشار المرض، وصولا إلى المدن الأخرى، بل إن إيران أصبحت الآن من الدول المصدّرة ل«كورونا» خارج حدودها، وهذا يتطلب وقفة صارمة من منظمة الصحة العالمية ومن المجتمع الدولي لفرض مزيد من القيود على طهران للاستجابة للتحذيرات وتعليمات منظمة الصحة، بدلا من اعتقالها للكثير من مواطنيها بتهمة نشر الشائعات حول فايروس كورونا. وأمام المزايدات الإيرانية التي يرفضها العقل والمنطق ويرفضها المجتمع الدولي بأسره، تتجلى في المقابل الحكمة السعودية، إذ بادرت وزارة الخارجية لإعلان «تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة، وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً»، في خطوة باركتها الكثير من الدول والمراكز الدينية، إذ اعتبرت أن الإسلام حث على دفع الضرر وأمر باتخاذ كافة التدابير والاحتياطات لمنع انتشار الأمراض والأوبئة، ورأت أن القرار السعودي واجب شرعا لحفظ النفس، وهو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدور حولها الأحكام الجزئية والفرعية حماية للناس وللمجتمعات.