في صباح يوم خميس ذهبت إلى إدارة إحدى الجوازات، لأنهي معاملة تخصني فإذا بي أُصدم من تعامل بعض الموظفين، فدخلت على أحد المسؤولين؛ لأشرح الأمر فأشار بيده إلى شخص بجانبه، وكلاهما رفض حل مشكلتي، وأحالاني لجهة أخرى، وهو نوع من البيروقراطية، وذكرت لهما ذلك، فلم يعجبهما كلامي، ومن ثم عدت مرة أخرى، وشرحت لهما موقفي، فصرنا بين شد وجذب. خرجت منفعلاً ومنزعجاً من تعاملهما معي وأسلوبهما، ولا أريد الخوض في تفاصيل أكثر، المهم أني خرجت إلى من يستمع لي وينتصر، أخذت أقلب في هاتفي بين الأسماء لعلي أجد شفيعاً؛ لينهي هذا الموضوع البسيط، الذي لا يستحق كل هذا التعقيد! فوقعت عيني على اسم اللواء سليمان اليحيى الرجل الأول في الجوازات، فسعادته مدير عام جوازات المملكة، فترددت في مهاتفته، أو إرسال رسالة له أشكو له ما بي من هكذا موقف! قلت في نفسي هل سيرد عليك رجل بثقله مع ما يحمله من مسؤوليات جسام؟ وهل يتسع وقته للرد عليك؟ فقلت: لا بد أن أشرح موقفي له، وإن أسوأ الاحتمالات أنه لن يستجيب لي. أرسلت له رسالة أخبره عما حصل لي، وأنني منزعج من الموقف، وردة الفعل والبيروقراطية التي لا يرجوها هو، ولا ولاة أمورنا، وعلى رأسهم الجوازات بقيادته، أرسلت الرسالة فإذا بي أجد رداً عاجلاً منه يمتص غضبي بشرح آلية النظام، وأنهم ملزمون بتطبيقه، وعدم مخالفته، وقال: إذا كانت هناك إساءة أو مخالفة، فأرجو أن تبعثها على إيميل الجوازات الرسمي؛ حتى نتمكن من التحقيق، واتخاذ الإجراءات النظامية كافة. أما بالنسبة لموضوعك سنطلع عليه، ثم سنوجه بالتنسيق لحله نظامياً. والحقيقة دهشت من موقفه، ومن سرعة تفاعله، وأدبه الرفيع في الرد على جميع نقاطي وتساؤلاتي، علماً بأنه لا توجد بيني وبين سعادته سابق معرفة، قلت: الآن أستطيع أن أستمتع بيومي حتى لو أنه لم يوجه بحل مشكلتي فإذا باتصال منذ الصباح الباكر يوم الأحد قبل الدوام الرسمي للجوازات الآنفة الذكر لمراجعتهم والنظر في أمري. وبالفعل شرحت الموضوع فعرف أنه كان هناك سوء فهم، وحُلَّ اللبس الحاصل وأُنهيت كافة إجراءاتي نظاميا، قلت في نفسي: لله در هذا الرجل وتفانيه وإخلاصه في عمله مادام هذا الرجل على هذا الكرسي، فإنه بالفعل يستحق هذه الثقة، وهذا الدعم من ولاة الأمر، ومن وزيرالداخلية على هذا التفاني، كنت أراه دائماً رجلاً عملياً ودؤوباً وحريصاً على خدمة المواطنين، وغيرهم في صالات المطارات وغيرها. كما أنني سمعت ممن عمل تحت إدارته أنه رجل قانوني يعمل بانتظام ويطبق ويُفعِّل الأنظمة، ويساعد المواطنين بما لديه من صلاحيات. هذا الموقف حصل معي قبل أكثر من ستة أشهر فترددت في كتابته، لكن أردت للأمانة أن أدون ما وجدته منه سواء معي، أو مع غيري ممن عمل معه، أو ذهب إليه جعلني حقاً أكتب عنه، لأن من واجبنا أن نثني على مسؤولينا الكرام الحريصين على تذليل الصعوبات للمواطنين كاللواء سليمان اليحيى، الذي يجعلك عاجزاً عن شكره أمام ما يقدمه من عمل، نسأل الله سبحانه وتعالى له ولكل المخلصين أمثاله التوفيق.