يعكس اتساع نطاق المظاهرات والاحتجاجات العارمة في العراق حالة من السخط والغضب ليس ضد الأداء الحكومي فحسب بل وضد التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدولتهم، ويعلم القاصي والداني حجم هذه التدخلات السافرة في العراق وانتهاكها لسيادته ومحاولاتها المستمرة تصدير معتقداتها الإجرامية واستخدام مليشياتها ومسلحيها وعملائها لتكدير الأجواء وتعكيرها في الداخل العراقي. وقد هتف المتظاهرون أمس (الأربعاء) في شوارع العاصمة بغداد ضد نظام الملالي، في وقت أكد شهود عيان بأن قوات الأمن ومسلحين موالين لطهران أطلقوا الرصاص على المحتجين، ما يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى ومن ثم تتفاقم التظاهرات ويتصاعد الغضب، وهو ما تخطط له إيران؛ من أجل إحداث الفوضى في العراق، والحيلولة دون استقراره، أو منح الفرصة لحكومته التي لم يمر على تشكيلها سوى أقل من عام للعمل الجاد في حل مشكلات البطالة والفساد. ومن هنا، فإنه ينبغي التحذير من التداعيات الوخيمة والخطيرة التي قد تحل على العراق، وقبل فوات الأوان يتعين ضرورة إنهاء التدخل الإيراني في الشأن العراقي وإيقاف تصدير سياسات الملالي الهدامة إلى الداخل العراقي. وعلى المجتمع الدولي والدول الكبرى الفاعلة المبادرة بالتصدي للتورط الإيراني في العراق، وأن تسارع إلى التدخل الحاسم لردع نظام «ولاية الفقيه» الذي أحال المنطقة برمتها إلى برميل بارود قابل للانفجار في أية لحظة.