أحرق المتظاهرون الغاضبون اليوم (الأربعاء) العلم «الإيراني»، وهتفوا: «إيران بره بره.. العراق تبقى حره»، في مظاهرات شعبية عارمة وغير مسبوقة امتدت في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد ومحافظات البصرة والقادسية وذي قار والنجف وديالى وبعقوبة والمثنى، مطالبة بتغيير الحكومة الحالية وتوفير الخدمات وفرص العمل للعاطلين من الشباب وحملة الشهادات العليا. وأكدت مصادر موثوقة وشهود عيان أن المظاهرات الحاشدة اتسعت في مناطق بغداد وشملت ساحة التحرير وساحة الخلاني والبياع والدورة وطريق المطار والشعب وطريق التاجي السريع والحسينية ومدينة الصدر والأمين والزعفرانية، للتعبير عن غضبهم، ومطالبين بإقالة الحكومة الحالية، ومحاكمة الفاسدين. فيما دخلت واشنطن على خط الأزمة، داعية الأطراف كافة إلى خفض التوتر بعد سقوط 4 قتلى ونحو 300 جريح في اليوم الثاني. وأوضحت مصادر أن السلطات الحكومية أعلنت حالة الإنذار القصوى في جميع أجهزتها وفصائل المليشيات المسلحة التابعة ل«الحشد الشعبي»، وأغلقت الطرق والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة الحالية والسفارتين الأمريكية والبريطانية، وحجبت مواقع التواصل للحيلولة دون اتساع رقعة المظاهرات، في حين تراوحت مطالب المتظاهرين بين إسقاط النظام والحكومة، وإيجاد فرص عمل، ووقف التدخلات الإيرانية السافرة. ويعكس اتساع نطاق المظاهرات والاحتجاجات العارمة في العراق حالة من السخط والغضب ليس ضد الأداء الحكومي فحسب بل وضد التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدولتهم، ويعلم القاصي والداني حجم هذه التدخلات السافرة في العراق وانتهاكها لسيادته ومحاولاتها المستمرة تصدير معتقداتها الإجرامية واستخدام مليشياتها ومسلحيها وعملائها لتكدير الأجواء وتعكيرها في الداخل العراقي. وكان الرئيس العراقي برهم صالح دعا في وقت مبكر اليوم قوات الأمن إلى ضبط النفس بعد سقوط قتلى وجرحى في المظاهرات، بينما حمّلت الحكومة العراقية «مندسين» مسؤولية التسبب في سقوط ضحايا.