بدلاً من الهتافات ضد الدول التي كان يتردد صداها في مدن إيرانية عبر مظاهرات صورية يدفعها النظام الإيراني بالقوة؛ باتت نفس المدن الإيرانية اليوم، وبعفوية تهتف «الموت للديكتاتور» و«الموت لروحاني»؛ لقد انقلب السحر على الساحر.. ما يجري في إيران من مظاهرات واحتجاجات يعكس حجم تذمر الشعب الإيراني ضد النظام الإرهابي الذي أنفق المليارات من الدولارات لتكديس الأسلحة وصناعة الصواريخ البالستية لتهديد دول الجوار، وجوع شعبه. النظام الإيراني المعروف بسفكه للدماء قتل الشعب السوري والعراقي واليمني وأهلك الحرث والنسل في لبنان.. واليوم يسفك دماء شعبه. لقد تحولت المظاهرات إلى انتفاضة شعبية عارمة وثورة للجياع الذين سئموا من العيش تحت القهر والفقر والذل والهوان، وتعكس في مضمونها وأماكن انطلاقها برسالة واضحة أن الشعب بدأ ينتفض ضد النظام. اليوم يدفع النظام الإيراني ثمن عبثية تدخلاته في الشؤون العربية ولجوء النظام الإيراني لسياسة الهروب من الواقع عبر تصدير ثورته؛ هذا الأسلوب لم يعد نافعا أمام انتفاضة الجياع التي رددت هتافات تطالب بالخروج من سورية وشعارات تنادي بالموت لخامنئي والموت لروحاني وحتى الموت لحزب الله هي بداية الانقلاب على النظام الإيراني. ماذا قدم النظام الإيراني لشعبه، إيران ضمن الأعلى فساداً في العالم، وديونها تعادل 35 % من الناتج المحلي، وموقعها في سلم مكافحة الفساد في المرتبة 131 من بين 176 دولة يرصدها مؤشر الشفافية العالمية؛ وهذا يفسر وجود غضب شعبي من ممارسات النظام تمثل بالمظاهرات. لقد قال الشعب الإيراني كلمته، حرق صورا لرموز إيرانية، الخميني وخامنئي وفي مدينة مشهد وقم تحديداً بدأ النظام يتهاوى؛ لأن الصبر بلغ منتهاه. المعلومات تشير الى ارتفاع عدد ضحايا المظاهرات، الذين قضوا على يد قوات الأمن الإيرانية، والسلطات الإيرانية تسعى لإخفاء الأرقام والأدلة.. عقارب الساعة لن تعود للوراء.. الاحتجاجات هي الأكثر شعبية والأكثرعفوية مما يجعلها تصل إلى انتفاضة ملالي ولاية الفقيه، خصوصا التظاهرات بدأت في «قم» معقل الفكر الإرهابي الذي بدأ يتهاوى، وسترسل رسالة واضحة للنظام عن تذمر الشعب جراء سياسات إيران ودعمها وتصديرها للإرهاب إلى الشرق الأوسط؛ الاحتجاجات الحالية تعتبر نهاية حكم المرشد الأعلى في إيران.. لقد انقلب السحر على الساحر.. وبعد أن سفك النظام دماء الشعب العراقي والسوري بدأ يقتل شعبه.