شكّل الفهرس العربي الموحد منظومة علمية وثقافية ومعرفية كبرى في العالم العربي اليوم، وقد انطلق من مهد الثقافة العربية والإسلامية، إذ تبنت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة هذا المشروع المعرفي الكبير من أجل فهرسة مكتبات العالم العربي في فهرس موحد وطرحه ليكون أكبر محتوى عربي مفهرس على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت). وسيتمكن أكثر من 5000 مكتبة عربية وأكثر من مليون زائر لبوابة الفهرس العربي الموحد سنوياً من التعرف على المبدعين وإنتاجهم واهتماماتهم العلمية وآلية التواصل معه. يذكر أن الفهرس بدأ منذ عام 2019 إتاحة إمكانية إضافة المحتوى غير العربي باللغات الإنجليزية والفرنسية والصينية والكردية والأمازيغية. وتهدف هذه المبادرة إلى تحقيق هدفين: ضم التسجيلات الببليوجرافية لمقتنيات المكتبات الأعضاء بجميع اللغات، وحصر جميع الإنتاج الفكري العربي باللغات الأخرى وتنظيمه في قاعدة الفهرس العربي الموحد. وأثبتت مؤسسات المعلومات أنها من أكثر المؤسسات استجابة للتطور ومواكبة متغيرات العصر. كما قدم الفهرس خدمات متطورة ومواكبة لاحتياجات مؤسسات المعرفة مثل: الخدمات السحابية والفهرسة الأصلية والمنقولة وترقية قواعد البيانات الببليوجرافية والملفات الاستنادية وفق قواعد الوصف الجديدة (وام). وجميع هذه الإنجازات مواكبة لخطط التنمية المستدامة وتحقيق الوصول إلى المعلومات. وتحتاج مؤسسات المعلومات إلى الإبداع والابتكار لتستمر في النمو وتحقيق أهدافها من خلال تقديم خدمات معرفية تلبي احتياجات المستفيدين وفق ما تقدمه وتيسره التقنيات الحديثة وترشيد النفقات وجودة المنتج، إذ تساعد الابتكارات في تقديم مفاهيم ومعرفة ومنتجات وخدمات جديدة أو مطورة. وقام الفهرس العربي الموحد على بناء مؤسسي، إذ أنشئ له مركز يتولى التخطيط والتنفيذ وإدارة العمليات مزود بفرق عمل متخصصة لإنجاز المشروعات الفرعية للفهرس العربي الموحد. وكان من أول إنجازات المركز وضع وتطوير سلسلة من التقنينات والمواصفات المعيارية اللازمة للمشروع، منها: ترجمة صيغة مارك 21 بقسميه الببليوجرافي والاستنادي، فضلاً عن وضع مجموعة من القواعد المعيارية لإنشاء الملفات الاستنادية للموضوعات وأسماء الهيئات وأسماء الأشخاص والعناوين الموحدة، مبنية على القواعد والتقنينات الدولية وخصوصاً القواعد الإنجلو أمريكية للفهرسة - ط 2 AACR-2 وقواعد وصف وإتاحة الموارد (وام RDA)، والتوجهات المعيارية لمكتبة الكونجرس، والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها (IFLA). كما تبنى المركز خطة تصنيف ديوي العشري، الطبعة الحادية والعشرين المعربة، وكان مركز الفهرس العربي الموحد أصدر أول كتاب عربي في مجال الفهرسة بتطبيق قواعد الوصف الجديدة (وام) بعنوان: «الدليل العربي للفهرس باستخدام قواعد التقنين الدولي لوصف الموارد الببليوجرافية وفقًا لمعيار مارك 21». كما أصدر الفهرس كتاباً آخر بعنوان: «الدليل العملي لقواعد وام في الضبط الاستنادي لأسماء الأشخاص وفق معيار مارك»، ليكون دليلاً في متناول المختصين العرب لتسهيل بناء التسجيلات الاستنادية للأسماء. وهناك كتابان تحت الطبع الأول بعنوان: «الدليل العملي لقواعد وام في الضبط الاستنادي لأسماء الهيئات وفق معيار مارك 21»، والثاني بعنوان: «تفسير العلاقات الببليوجرافية حسب نموذج فربر ومعيار مارك 21»، سيصدران قبل نهاية هذا العام.