نجاح الحج.. ورجال الأمن كانوا العنوان الرئيسي ! لعل البواعث كثيرة والمقومات أكثر.. التي جعلت من موسم كموسم الحج سهلا وميسرا بدرجات متفاوتة عاما بعد عام.. والمراقب لهذا النمو المطرد يصدق ويؤمن بأن هناك رجالا عاهدوا الله على الإخلاص في العمل والارتقاء في سلم الأمانة والمسئولية إلى درجات متقدمة.. كان لها الفضل في توفير كثير من السبل التي أسهمت في تحقيق النجاحات.. تلك حالة مرئية مرصودة من قبل الإعلام والمتربصين بنا في الخارج.. ولكن المنصفين أدركوا أن الغربال لا يمكنه حجب ضوء الشمس. الشفافية والوضوح: وموسم كهذا الموسم الذي يحتفي به ملايين البشر الذين كتب لهم الحج، والذين فاتهم القطار يعيشون على أمل العام القادم.. فلقد نجح الإعلام في تمكين كثير من المسلمين أن يعيشوا مع مكونات الحج بل مع الحج مباشرا من قبل الصور الحية التي نجح الإعلام السعودي في أن يمكن كثيرا من إذاعات وتليفزيونات العالم الإسلامي لتشارك لحظة بلحظة في نقل الصور الحية دقيقة بدقيقة.. وهو أمر حقق شهرة بالغة وتقديرا جما من أولئك المنصفين.. الذين عاشوا مع الحج في جميع مناسكه والتي كانت مبرمجة بكفاءة عالية.. خطها القدر العظيم من رب العالمين منذ عهد أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأبينا إسماعيل وقصة الفداء تتكرر في كل عام تجسيدا للمعاني السامية.. معاني البر والطاعة والتسليم لأمر الله في درجة إيمانية عالية.. صورت كيف كان الأب وكيف كان الابن.. وهي قصة مشهورة شهدت الدرجة الإيمانية العالية من قبل أبينا إبراهيم، الذي رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام.. وهي قصة رواها التاريخ والمؤرخون.. والحج يأتي في كل عام لترسيخ هذه المفاهيم.. مفاهيم البر وطاعة الوالدين. يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك: هذه عبارة تكتب بماء الذهب من أب كله كتلة إيمانية متحركة.. وكان أن جاء الجواب مدهشا لكل نفس ولكل أب وابن.. يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. الذبح العظيم: هنا تتجلى عظمة الرب.. إذ منّ على إبراهيم وعلى إسماعيل وعلى ذريتهم من بعده.. وفداه بذبح عظيم.. وذلك المشهد التاريخي الخالد يتكرر في كل عام سواء في المناسك أو في البلدان الإسلامية.. فالكثيرون هم الذين يضحون عن أنفسهم وعن أهليهم وأولادهم.. تلك قربة إلى الله وإحياء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وتجسيد لتلك القصة العظيمة ذات المدلولات الواضحة.. والتي أماطت اللثام عن تكريم الرب الرحمن الرحيم للإنسان حين افتدى نبيه إسماعيل بذبح عظيم.. فى إشارة رمزية للامتثال لأوامر الرب.. وفي المقابل صورة يرقى فيها عطاء الله إلى مستوى الله.. فكان أن أفدى أبينا إسماعيل. الحج وجهود السعودية: لا يصدق مدى اتساع أفق الخدمات لحجاج بيت الله.. إلا من أدرك الحج على ظهور الجمال (الشكادف) والحمير والبغال.. والأقدام كثيرا ما كانت هي الأساس.. الأمر الذي كان يشي أن الإيمان يفعل المستحيل.. فكثير من الحجاج يأتون سعيا على الأقدام ابتغاء ما عند الله.. وظاهرة عجيبة فكثير من المسلمين يؤجلون الحج حتى يبلغوا سنا متقدمة ابتغاء أن يموتوا على الأرض الطاهرة بجوار بيت الله أو في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم. رجال الأمن عنوان للتفاني والإخلاص: في كل عام تبرز صور الوفاء والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن.. بواعثها إيمانية من الذات.. الأمر الذي شهد به وله الكثيرون من المنصفين.. لعلي لخصت في عبارات وجيزة عن هذه الحقائق المشرقة والمشرفة والتي تزداد عاما بعد عام.. تحية لرجال أمننا البواسل ولوزارة الحج وعلى رأسها معالي الوزير.. ومن الأمانة أن نذكر جهد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وسمو نائبه وكل فرد كان له شرف الإسهام في خدمة حجاج بيت الله الحرام.. ستظل هذه الصور عالقة في أذهانهم يحدثون بها أولادهم وذويهم وأصدقاءهم.. حج مبرور وسعي مشكور.. وحسبي الله ونعم الوكيل. * كاتب سعودي [email protected]