رغم صمود عدد من العادات والتقاليد المحلية في «رمضان عسير» إلا أن الكثير من كبار السن يؤكدون اختفاء الكثير منها خلال الأعوام الماضية، معتبرين أن المتبقي منها اليوم «قليل مهدد بالزوال» مع الأجيال الجديدة. ويأمل عدد من كبار السن أن تتجدد في يوم ما ليعيد شهر رمضان بريق عاداته وتقاليده وألعابه الشعبية التي كانت تميزه عن بقية الشهور. ويرى محمد أبو دبيل وناصر القحطاني وعلي الشواطي في حديثهم إلى «عكاظ» أن عادات وتقاليد أهالي عسير بوجه عام في هذا الشهر الكريم قبل نحو 50 عاماً وأكثر تتضمن اختلافاً كثيراً عن ما يقومون به الآن، مضيفين: «فبمجرد دخول رمضان يتم الإعلان عنه من خلال إطلاق أعيرة نارية كثيفة من البنادق في أحد رؤوس الجبال الشاهقة، أو إشعال النيران في الهضاب المرتفعة، وتلك العادة كانت تستخدم أيضا لإبلاغ الناس بدخول العيد أو اقتراب موعد السحور أو ظهور مناسبة سعيدة». ولا ينسون إفطارهم على صوت المدفع الرمضاني الذي اختفى. وقالوا إن من أشهر عادات الأطفال الرمضانية الجميلة القديمة أنهم كانوا يتجمعون قبل الإفطار أمام مساجد القرية في انتظار أذان المغرب قبل ظهور مكبرات الصوت حيث كان المؤذن يعتلي مأذنة المسجد وحين يراه الأطفال ينطلقون معلنين للأهالي حلول موعد الإفطار، في حين كان هناك من يقوم بدور المسحراتي الذي ينادي بمواعيد الصلاة والسحور والإفطار والذي كان يضفي جوا رائعا في الميادين والشوارع والقرى في شهر رمضان، رغم أن ما يقوم به دون مقابل مادي إلا ما تجود به الأسر من هدايا وملابس. وأشاروا إلى أن بعض العادات التي مازالت تحافظ عليها منطقة عسير، عادة التزاور والتواصل في رمضان واجتماع الأسر وخصوصا من هم أشقاء على موائد الإفطار، «ولكنها سابقا كانت بشكل أكبر، وانخفضت كثيرا في الوقت الحاضر»، وقالوا إن إفطار المحتاجين من عابري السبيل قديما له «شأن عظيم»، حيث يتم تقديم وجبات الإفطار والسحور لهم في المساجد، ويقوم المتطوعون بتجميع المأكولات من المنازل و يذهبون بها إلى المساجد، قبل أن تأتي مشاريع إفطار الصائمين بديلاً عنها. وعن الموائد الرمضانية، أشاروا إلى أنها ذات الموائد في بقية الشهور «لا شيء يميزها عن ال 11 شهرا من العام» وذلك لقلتها، موضحين أن من أبرزها منتجات المزارع والمواشي من الخبز والسمن واللبن وقليلا من اللحم. كما أن الحياة في الماضي تختلف عن الحاضر، فلا يعرف كبار السن في رمضان سهراً، إذ كانت مهام عملهم اليومية تتطلب النوم باكراً.