يعيش 25 شابا وفتاة خلال 9 ساعات يوميا و5 أيام في الأسبوع في «معسكر طويق البرمجي»، تجربة تعلم مبنية على مشاريع ومهمات وتحديات، تضمن تجهيزهم لسوق العمل بالشكل الأمثل، إلى جانب تقديم الدعم والتوجيه اللازم لهم. وانطلق «معسكر طويق البرمجي» (الأحد) في العاصمة (الرياض)، وينظمه «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز»، بمشاركة 25 مرشحا، لإعدادهم كمبرمجين قادرين على تطوير الويب والتطبيقات على مختلف المنصات وتجهيزهم لسوق العمل. وينتظم المشاركون في المعسكر الذي يستمر 14 أسبوعا، في برنامج مكثف لتعليم أساسات تطوير الويب والتطبيقات للمبتدئين يقدم لهم دون أي مقابل، مع توفير السكن لهم طوال فترة المعسكر. وقال رئيس مجلس إدارة «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز» المكلّف، الدكتور عبدالله الغامدي ل«عكاظ»: «سيكون معسكر طويق البرمجي نقطة تحول في آلية وطريقة تأهيل المبرمجين، من خلال تقديم مواد مكثفة وتطبيق مكثف وممارسة ومشاريع للمتدربين، وسيتخرجون وهم متقنون لحل متكامل للبرمجيات»، لافتاً إلى أن معسكر طويق سيشمل جميع مناطق المملكة. وأضاف: «الاتحاد لديه فعاليات مسابقات ومعسكرات ومؤتمرات؛ بهدف تأهيل الشباب وجمعهم في مكان واحد ليتناقشوا في همومهم للوصول إلى حل قوي يستطيعون من خلاله تقديم أنفسهم للشركات». وذكر أن «معسكر طويق البرمجي» يأتي من منطلق دور الاتحاد في دعم أبناء الوطن وتمكينهم في مجال البرمجة، خصوصا أن سوق العمل يعاني ندرة في المبرمجين، ليس في السعودية فقط بل في كل العالم. وأشار إلى أن المعسكر يعدّ باكورة للعديد من البرامج المشابهة التي سنحاول فيها أن نصل إلى أكبر شريحة من السعوديات والسعوديين في كل مناطق المملكة، لإعدادهم لسوق العمل أو لتمكينهم من افتتاح مشاريعهم الخاصة. وأكد الغامدي أن الإقبال الكبير الذي شهده «معسكر طويق البرمجي» من المتقدّمين (أكثر من 25 ألف متقدم)، ما هو إلا دليل على وعي المجتمع بأهمية البرمجة وأهميتها في سوق العمل حاليا ومستقبلا. وأفاد أن ذلك يضاعف من مسؤولية الاتحاد والتزامه، ليحقق تطلعات المهتمين بالبرمجة والمجالات الأخرى التي يعمل بها. من ناحيتها، أوضحت المتدربة فاطمة آل ماشي ل«عكاظ»، أن الأسبوع الأول في معسكر طويق البرمجي مميز من ناحية الإمكانات وطريقة التدريب، والمدربين والمواد المقدمة، لافتة إلى أنها طالبة ماجستير هندسة برمجيات في جامعة أم القرى، ولديها خبرات، وتطمح إلى تطوير قدرتها في البرمجة. من جهته، شدد مدير «معسكر طويق البرمجي» راكان الصقر على أن جميع المتدربين لديهم طموحاتهم وشغف عالٍ. ونوه بقوله: «لدينا خطط لتكثيف المعسكرات، وزيادة العدد للمبرمجين، وتواصل معنا في المعسكر شركاء التوظيف، ومنها شركات كبيرة تنتظر الخريجين لتقدم لهم العروض الوظيفية». من جهته، كشف الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني متعب القني ل«عكاظ»، وجود شح في عدد المبرمجين في السعودية، لاسيما أن السعودية تشهد تحولا سريعاً في التقنية، مشيراً إلى أن اختيار اسم طويق لمعسكر المبرمجين الذي ينظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني جاء إلهاماً من كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لرفع الإلهام لدى الشباب. وقال القني: «لدينا في السعودية شح في عدد المبرمجين، خصوصاً أنه أصبح لدينا تحول أسرع مما كنا نتوقعه في التقنية، وإذا لم نتحرك الآن وزدنا عدد المبرمجين سنعاني في المستقبل، والآن مخرجات التعليم سنويا أكثر من 5 آلاف خريج وخريجة من الكليات والجامعات السعودية في التقنية وفعليا هم غير جاهزين لسوق العمل ومعسكر طويق بذرة نبذرها الآن لتكون سبباً في زيادة عدد المبرمجين». ولفت إلى الاستعانة بعدد من الخبراء، لرفع عدد المبرمجين في المملكة، وسيتم اختيار متدربين اثنين أو ثلاثة من معسكر طويق ليكونوا مدربين في المستقبل. وأضاف: «هذا المعسكر وغيره من البرامج المشابهة التي سيقدمها الاتحاد قريبا، يأتي لتمكين السعوديات والسعوديين ليكونوا مبرمجين قادرين على برمجة التطبيقات والويب خصوصا مع ما يعانيه السوق السعودي من شح في عدد المبرمجين السعوديين».