وسط حضور هزيل غاب عنه الرؤساء والملوك العرب، باستثناء الرئيس الموريتاني، وأمير قطر الذي حضر بتعليمات إيرانية، افتتح الرئيس اللبناني ميشال عون أعمال الدورة الرابعة من القمة العربية الاقتصادية، وقال في كلمته: «زلزال حروب متنقلة ضرب منطقتنا والخسائر فادحة ولسنا اليوم هنا لمناقشة أسباب الحروب والمتسببين بها إنما لمعالجة نتائجها المدمرة على الاقتصاد في بلداننا». وأضاف أن لبنان دفع ثمناً غالياً جراء الحروب والإرهاب، ويتحمل منذ سنوات العبء الأكبر لنزوح السوريين والفلسطينيين، كما أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر بعدوانه وعدم احترامه القرارات الدولية. وناشد المجتمع الدولي المساهمة والعمل على تأمين عودة النازحين السوريين، من دون ربطها بالحل السياسي في سورية. واقترح عون تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولّى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضرّرة على تجاوز محنها. ودعا جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية للاجتماع في بيروت خلال الأشهر الثلاثة القادمة لمناقشة وبلورة آليات فعالة تتماشى مع التحديات التي تواجهنا ومتطلبات إعادة الإعمار. وأسف عون لعدم حضور الرؤساء، قائلاً لكل عذره. من جهته، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إن انعقاد هذه القمة يأتي في وقت تواجه الأمة العربية العديد من التحديات التي تحيط بها من كل جانب، إذ يحرص أعداؤها على النيل منها وإضعافها وإشغالها في قضايا تستنزف مواردها ، ما يستوجب أن نكون أكثر حرصاً من أي وقت مضى على توحيد الجهود ومواجهة كلّ ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار ودفع مسيرة العمل العربي بتبني سياسات تزيد من تلاحم الأمة وتعزز روابطها الاقتصادية. وأكد أن التطورات السريعة في الشؤون التنموية والاقتصادية تجعل دورية انعقاد القمة الاقتصادية كل 4 سنوات أمرا لا يتناسب مع سرعة التطورات، كاشفا أن المملكة ستعيد طرح مقترح دمج هذه القمة في القمة العربية العادية لدراسته مرة أخرى نظراً لأهمية قضايا التنمية والحاجة للمتابعة المستمرة لها، حيث من المناسب أن يكون بند الموضوعات التنموية بنداً دائماً ومستقلاً على جدول أعمال القمة العربية العادية. وشدد الجدعان على ضرورة تعزيز التجارة العربية البينية وإزالة ما يواجهها من عقبات والنظر لمصالحنا العربية المشتركة وتعزيز دور القطاع الخاص العربي وتبني السياسات المحفزة للاستثمارات البينية . وكان وزراء الخارجية والاقتصاد العرب، أعدوا مشاريع قرارات تتعلق ب29 بنداً على جدول الأعمال، أبرزها دعم الاستثمارات في الدول المضيفة للاجئين السوريين، والإسراع في إنشاء الاتحاد الجمركي العربي. ولعل الأبرز في القمة، إلى جانب غياب القادة العرب، الجدل الذي رافق الإعداد لها لجهة دعوة سورية، وانسحاب ليبيا على خلفية أزمة الإمام موسى الصدر. واعتذر عدد من الرؤساء في الأيام الأخيرة عن الحضور من دون تقديم أسباب واضحة، آخرهم الرئيسان التونسي والصومالي. وانتقدت صحف لبنانية خلال الأيام الماضية الحضور القيادي الهزيل في القمة، ووصفتها صحيفة «النهار» ب«قمة بلا رؤساء».