أطلقت الشرطة السودانية أمس (الأحد) الغاز المسيل للدموع ضد متظاهرين في الخرطوم، كانوا في طريقهم نحو القصر الرئاسي، لتسليم مذكرة تطالب الرئيس عمر البشير بالتنحي. وجرت تظاهرات أخرى في مدينة ودمدني وسط البلاد، وفي عطبرة (شمال)، حيث بدأت حركة الاحتجاج. وتجمعت مجموعات صغيرة من المحتجين في أحياءٍ في وسط العاصمة بعدما دعت إحدى مجموعات المجتمع المدني إلى مسيرة جديدة نحو القصر الرئاسي. لكن شرطة مكافحة الشغب تدخلت سريعاً وفرقت المحتجين بإطلاقها القنابل المسيلة للدموع، وفق أحد الشهود. وقال الشاهد إن «الشرطة تمنع حتى تجمع 10 أشخاص». وأظهرت فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين يهربون من القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها الشرطة. لكن تجمع المهنيين الذي دعا للمظاهرات فشل في تسليم المذكرة لتصدي الشرطة وتفريقها المحتجين بالغاز المسيل للدموع في المرتين السابقتين. ودعا الرئيس البشير من يطالبونه بالتنحي عن السلطة إلى الاستعداد لخوض الانتخابات القادمة في عام 2020 للوصول إلى الحكم، متهماً من وصفهم ب«المخربين»بمحاولة استثمار الاحتجاجات لتنفيذ أجندات سياسية. وقال في مقابلة تلفزيونية (السبت)، إن حكومته لديها تفويض شعبي وجاءت إلى الحكم عبر انتخابات أشرفت عليها مفوضية معترف بها من كل القوى السياسية. وأضاف أن الدستور الحالي متفق عليه من قبل جميع القوى السياسية. وأقال البشير وزير الصحة محمد أبوزيد مصطفى من منصبه إثر الارتفاع في أسعار الأدوية بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسميّة السودانيّة، مشيرةً إلى تعيين الخير النور في المنصب بدلاً منه. ووصف رئيس الوزراء السوداني ووزير المالية معتز موسى، احتجاجات الشباب السودانيين «بأنها مطالب واضحة»، مؤكداً أن التعبير عنها متاح. وقال إن هناك حلولاً يتم العمل عليها من جانب الحكومة لحل الأزمة الاقتصادية. واعتبر أن التدخل السياسي في المظاهرات التي يشهدها السودان الآن «غير لائق ومُدان»، معتبرا أن المخرج الوحيد للسودانيين من الأزمة السياسية هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة في 2020، وتعهد بقبول «من يختاره الشعب». وحذر من إيذاء الوطن، مؤكدا أنه خط أحمر، ودعا للتفريق بين الوطن والتنافس السياسي. ولفت موسى إلى أن «السياسات التي اتبعتها الحكومة أدت لانخفاض سعر الدولار في السوق الموازي». وكشف عن ترتيبات وإحصاءات لضبط الجازولين لوسائل النقل المختلفة ستظهر نتائجها خلال أيام. وأعلنت وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم استئناف الدراسة في مدارس الولاية بداية من الثلاثاء، مستثنية الجامعات. وفي القاهرة، جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، دعم القاهرة الكامل لاستقرار السودان وأهمية مواصلة تعزيز التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الصعد، خلال استقباله المساعد الأول للرئيس السوداني محمد الحسن الميرغني أمس الأول.