ليست مبالغة أن نذهب إلى أن الحديث عن تلوث بحيرة الأربعين، أو بحر الطين كما هو اسمه التاريخي، يعود إلى عشرات السنين التي قرأ خلالها المواطنون أخبارا عن تنظيف هذه البحيرة من التلوث، وقرأ كذلك أرقاما بملايين الريالات التي رصدت لتنظيف هذه البحيرة التي حولها التلوث من معلم يشير إلى جمال جدة إلى علامة تشير إلى قبح بعض جوانبها، مثلها مثل وايتات الصرف الصحي ومستنقعات مياه المجاري والحفريات التي لا يكاد يخلو شارع من شوارعها منها. التقارير والأخبار التي كتبت عن تلوث بحيرة الأربعين خلال السنوات الطوال التي مضت تكفي لتغطية البحيرة لو نشرت عليها، وتكفي لتجفيف مائها كذلك، والمواطنون الذين كانوا ينتظرون خبرا يبشرهم باستكمال تنظيف البحيرة من التلوث لا بد أنهم شعروا بالصدمة يوم أمس وهم يقرأون الخبر الذي نشرته «عكاظ» حول «البحث عن مصادر تلوث بحيرة الأربعين» وبحيرتين لحقهما مرض التلوث قبل أن تشفى منه بحيرة الأربعين. كل هذه السنوات من الحلول والمشاريع والميزانيات المرصودة لتنظيف الحيرة ويبقى الخبر بعد ذلك: البحث عن أسباب التلوث؟ من حق المواطنين عندئذ أن يهتفوا وقد يئسوا من الحل: ادفنوها يا جماعة وريحونا وارتاحوا.