حملت أمانة محافظة جدة مسؤولية تنظيف بحيرة الأربعين الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، مؤكدة أن دور الأمانة يكمن في إعادة تأهيل المضخات الهوائية وتطويرها. ويأتي تأكيد أمانة جدة في ظل خضوع البحيرة الواقعة وسط جدة لعمليات إنعاش تهدف إلى تأهيلها وتطويرها خلال الأعوام الماضية، لكنها لا تزال غارقة في التلوث وتعاني من تراكم المخلفات وسوء نظافتها، إضافة إلى تعطل المضخات الهوائية، وسط مطالب سكان جدة بتنظيفها ورقابتها للحفاظ على الصحة العامة. وأكد وكيل أمانة جدة للتعمير والمشاريع المهندس إبراهيم كتبخانة ل «الحياة» أن «تنظيف بحيرة الأربعين مسؤولية الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسب ما تم الاتفاق عليه أخيراً، ونحن في أمانة جدة نعمل على إعادة تأهيل المضخات الهوائية وتطويرها». وأفاد بأن لجنة مكونة من أمانة جدة، الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وشركة المياه الوطنية، شكلت أخيراً لدرس وضع التلوث البحري على شاطئ جدة، وبقية البحيرات ومنها بحيرة الأربعين، موضحاً أن اللجنة حددت المتطلبات والدراسات الأولية للمشاريع، وسيتم اعتمادها مستقبلاً. وبين أن مشروع المضخات الهوائية الذي نفذته الأمانة في بحيرة الأربعين أثبت نجاحه، وبلغت كلفته المالية نحو 13 مليون ريال، مرجعاً سبب تعطلها إلى ملوحة البحيرة والرطوبة العالية، إضافة إلى سرقة الكابلات من أشخاص مجهولين. من جهته، أكد المتحدث الرسمي بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في مدينة جدة حسين القحطاني أن مشاريع البيئة والاهتمام بها في المحافظة من اختصاص الرئاسة. وقال القحطاني ل «الحياة»: إن أحداث كارثة سيول جدة اضطرتنا إلى تشكيل لجنة وزارية لحل مشكلات المحافظة، وإعادة تأهيلها تحت إدارة إمارة منطقة مكةالمكرمة. وأكد أن جميع البحيرات ومنها بحيرة الأربعين والمهام التي تتعلق بالبيئة وتطويرها هي من اختصاص الرئاسة، مستدركاً أن المشاريع لن تتم ترسيتها على الرئاسة إلا بعد انتهاء اللجنة الوزارية المشكّلة. وأوصى المجلس البلدي في اجتماعه ال12 برئاسة الدكتور أيمن فاضل أمانة جدة بإعادة درس وضع بحيرة الأربعين من الناحية البيئية، تمهيداً لتطويرها كمناطق ترفيهية لمدينة جدة، والاهتمام بها وتنظيفها من المخلفات. من جهة أخرى، لفت أحد سكان جدة إلى الأضرار التي تتسبب فيها البحيرة على المنطقة المجاورة لها، مبدياً أسفه الشديد على الحالة المزرية التي طالت المنطقة، وحجم الإهمال الذي تعرضت له بحيرة الأربعين، وقال محمد زكي: «إن حالة التلوث التي وصلت إليها بحيرة الأربعين هي نتيجة للتوسع العمراني والمنشآت التجارية في المنطقة المحيطة بها»، معتبراً أن البحيرة هي أحد معالم التراث في مدينة جدة، ونطالب بتنظيفها ورقابتها وعدم رمي المخلفات فيها حتى لا تندثر. وتفيد مصادر تاريخية أن بحيرة الأربعين اكتسبت أسماء عدة على مر القرون، فسميت ببحيرة الطين وبحيرة المنقبة، لأن الناس قديماً كانوا يستخرجون الطين والحجر المنقبي من قاعها واستعماله في بناء البيوت.