لا غرابة في الفضيحة الجديدة التي ارتكبتها قطر بشراكة حركة حماس بخصوص مشروع الصفقة الفلسطينية/ الحماسية الإسرائيلية، إنه امتداد للدور المرسوم لقطر منذ ارتضته في صفقة انقلاب الابن على أبيه مقابل طموح واهم خلقه الشعور بالدونية والهامشية أملاً في التحول نتيجة الصفقة إلى دولة مهمة تستطيع سحب البساط من تحت القوى التقليدية الكبيرة المؤثرة تأريخياً. الحقائق لم تعد مجهولة أو غامضة، إنها معلومات أصبحت معروفة، إذ إنه على قطر في حكم الأمير الجديد بعد إزاحة والده أن تنفذ ما هو مطلوب منها دون تردد، ومن ذلك أن تكون بوابة الوجود الإسرائيلي في الخليج ووسيط التطبيع المرسوم بالشكل المراد له، والاضطلاع بدور رئيسي في مشروع الشرق الأوسط الجديد، أي مشروع الثورات والفوضى والتقسيم والاحتراب في الساحة العربية باحتضان ودعم وتوظيف وتمويل ورقة الإسلام السياسي من خلال تنظيم الإخوان. وفي الطرف الآخر هناك حركة حماس الإخوانية التي أضرت بالقضية الفلسطينية كما لم يستطع ألد أعدائها. حركة مؤدلجة ولدت من رحم الفكر الإخواني تمارس كل المتناقضات وتتحالف مع أشد الأطراف عداوة للعرب وقضاياهم ومصالحهم، تتاجر بفلسطين وشعبها لخدمة مشروع وأد القضية الفلسطينية والإضرار بالدول العربية. كان مقرها الفعلي في قطر حيث يعيش ويعمل ويخطط رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل وفريقه تحت إشراف قطري تطور إلى إشراف إيراني ثم تركي لاحقا، والغريب أن كل هذه الأطراف تعلق ثوب القضية الفلسطينية بينما هي تغرس الخناجر في قلبها. الآن، وبعد مرحلة التمويه والتستر بدأت قطر تفصح عن حقيقة دورها القذر بمشاركة حماس في ما يسمى بصفقة القرن التي تحاول بشكل غبي إلصاقها بالآخرين، صفقة فارغة مهينة تريد أمريكا تمريرها لتذويب القضية الفلسطينية وتفريغها من جوهرها وتذويبها في هامشيات رخيصة، رفضتها الدول العربية الحريصة على مقومات وأساسات القضية الفلسطينية، فما كان لقطر سوى إكمال دورها بشكل علني وقبيح وفاضح، وما كان لحماس سوى استمرارها في خيانة فلسطين وشعبها وقضيتها. الخيانات تجمع بعضها لأن جيناتها تستنسخ بعضها البعض. عار على التاريخ أن نسمح لنموذجين مشوهين صغيرين أن يصل بهما التمادي الى هذا الحد.