كشفت مصادر فلسطينية موثوق فيها ل «الحياة» أن حركة «حماس» عزّزت أخيراً علاقتها مع كل من إيران و «حزب الله» في إطار «التصدي» ل «صفقة القرن» التي تنوي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحها لإيجاد حل للصراع العربي - الإسرائيلي. وأوضحت المصادر أن «حماس تعمل لتشكيل تحالف فلسطيني - عربي - إسلامي تمكنه مجابهة صفقة القرن»، مؤكدة أن «المحادثات في هذا الشأن مع إيران وحزب الله قطعت شوطاً كبيراً»، على قاعدة أن «صفقة القرن هي الأخطر في تاريخ الصراع». ولفتت إلى أن «المتغيرات الإقليمية تضع حماس وحزب الله وإيران والقضية الفلسطينية أمام أخطار كبيرة، تتطلب توحيد كل الجهود من أجل مواجهتها وإفشالها والحفاظ على القضية». وكان ترامب أعلن في السادس من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قرار الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة، ما وضع الفلسطينيين أمام تحديات خطيرة جداً، إضافة إلى التحديات المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي الفعلي الأراضيَ الفلسطينية والاستيطان. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن «حماس تجري مشاورات مع دول وأطراف عربية وإسلامية وحتى أجنبية، بينها روسيا والصين، للبحث في سبل مواجهة الصفقة» التي تتضمن إقامة دولة أو دويلة للفلسطينيين عاصمتها بلدة أبو ديس بدلاً من القدس، مع إلغاء حق عودة اللاجئين، واحتفاظ إسرائيل بجزء من الأراضي الفلسطينية. ولفتت إلى أن «حماس تجري أيضاً مشاورات مع الفصائل الفلسطينية، خصوصاً حركة الجهاد الإسلامي، والجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين»، وتسعى إلى المصالحة مع حركة «فتح» والرئيس محمود عباس من أجل «ترتيب البيت الفلسطيني، وتوحيد الرؤية السياسية على أرض الواقع لإفشال الصفقة». والتقى رئيس المكتب السياسي ل «حماس» إسماعيل هنية وقيادات في الحركة في مكتبه أول من أمس وفداً قيادياً من «الديموقراطية» بقيادة عضو مكتبها السياسي صالح ناصر. كما التقى هنية في وقت سابق، ممثلين عن كلٍ من «الجهاد» و «الشعبية»، وبحث معهم في سبل مجابهة «صفقة القرن» والمصالحة والأوضاع في قطاع غزة. وكان عضو المكتب السياسي ل «حماس» موسى أبو مرزوق تحدث عن علاقة الحركة مع إيران، وقال في مقابلة مع قناة «الحوار» الجمعة الماضي: «لا يجوز لأحد أن ينتقد حماس إذا ضُيّق عليها في كل المجالات، ثم يلومها إذا توجهت إلى أي طرف تعاوَن معها». وأضاف: «علاقتنا مع إيران ممتازة، وتُقدم للحركة الكثير مما نفتقده عند كثر آخرين». وأوضح أن العلاقة مع إيران «تقترب من العودة إلى ما كانت عليه قبل الحوادث في سورية»، مشيراً إلى أن «حماس لم تدرس بعد مسألة إعادة العلاقات مع النظام السوري، بعد قطعها سنوات، والملف السوري برمته لم يُفتح بعد داخل الحركة». وشدد على أن «حماس تسعى إلى إقامة علاقات مع الجميع، ومن يَقلق من علاقاتها، عليه المبادرة إلى فتح خطوط معها». واعتبر أن «الحاضنة العربية الأساسية منشغلة، إما بنفسها أو ببعضها بعضاً، من هنا جاءت صفقة القرن لاستغلال هذا الظرف السيئ الذي تمر به القضية الفلسطينية لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي».