المملكة العربية السعودية هي الأولى آسيويا والرابعة عالميا في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني. هذا ما جاء في تقرير منظمة غوث التابعة للأمم المتحدة. وفي عام 2016 بلغت منح ومساعدات المملكة 148 مليون دولار. دعم السعودية لفلسطين سياسة ثابتة لا تتأثر بالأحداث والمواقف السياسية المتغيرة والتحالفات.. المملكة العربية السعودية هي الأولى آسيويا والرابعة عالميا في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني. هذا ما جاء في تقرير منظمة غوث التابعة للأمم المتحدة. وفي عام 2016 بلغت منح ومساعدات المملكة 148 مليون دولار. دعم السعودية لفلسطين سياسة ثابتة لا تتأثر بالأحداث والمواقف السياسية المتغيرة والتحالفات. هو موقف تاريخي راسخ يدعم حلم الشعب الفلسطيني بوطن حر مستقل. تفعل المملكة ذلك دون شعارات أو بهرجة أو متاجرة بالقضية. دعم سعودي سياسي ومالي وإعلامي لا يتوقف مهما كانت الظروف التي تمر بها المنطقة. تتناقض المواقف وتتأزم المنطقة وترفع الشعارات التي تستغل قضية فلسطين لأغراض لا تخدم فلسطين، وموقف المملكة ثابت يسعى إلى تحقيق سلام عادل شامل يحقق الأهداف التي ناضل من أجلها الفلسطينيون. الذين تاجروا بالقضية ورفعوا شعارات المقاومة بخطابات حماسية عملوا على تقسيم الفلسطينيين وإضعاف موقفهم. هؤلاء لا يبحثون عن حلول بل استمرار الأزمة كي تستمر تجارتهم. هناك فرق بين من يقدم الدعم الحقيقي لفلسطين ويبحث عن حلول يحقق أحلامها ومن يدعمها بالخطابات والشعارات ويعمل على إطالة الأزمة لأنها وسيلته لخداع الشعوب. إن دعم المملكة لفلسطين حقيقة يعرفها الجميع وتعرفها المنظمات الدولية. المملكة كانت ولا زالت حريصة على وحدة الصف الفلسطيني ومناصرة القضية مترفعة على الخلافات والتحزبات. وبينما تفعل المملكة ذلك وتبذل جهودا سياسية دولية نحو الحل العادل الشامل تتدخل دول غير عربية ودول الشعارات والخطابات لتعمل على تقسيم الفلسطينيين وإطالة أمد الأزمة! لقد كانت فلسطين ولا زالت هي القضية العربية الأول في وجدان السعوديين. وهي إحدى ثوابت سياسة المملكة التي تترجم عمليا إلى دعم متواصل في كافة المجالات. لم تكتف المملكة بذلك بل قدمت المبادرات والحلول السياسية التي تضمن حقوق الشعب الفلسطيني. هذه الحقوق التي يقضمها التأجيل وتضيعها المقاومة الورقية الصوتية التي تتعاون مع أعداء العرب لجعل فلسطين قضية عالقة إلى الأبد. هذه المقاومة الصوتية حولت فلسطين في السنوات الأخيرة إلى قضية هامشية على الصعيد العالمي وأضعفت الموقف الفلسطيني وأضاعت فرصا لتحقيق تضامن دولي لوقف سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وإحياء مشروع حل الدولتين. إن الدعم الحقيقي لفلسطين هو الدعم الذي يكسب الوقت، هو الدعم العملي اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا واجتماعيا. هو الدعم الذي يبادر ولا ينتظر الحلول من الآخرين، هو الدعم الذي يخدم قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني ووحدته ومطالبه المشروعة وليس من يستغلها لمصالحه الخاصة. الدعم الحقيقي لا يأتي من أعداء العرب الذين يتاجرون بقضايا العرب للخداع وتحقيق مطامعهم الخاصة، ولا يأتي من دول تقيم العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع إسرائيل ثم تظهر بمظهر البطولة في نصرة القضية الفلسطينية بينما تعمل في الخفاء على تفتيت وحدتهم. المتاجرون بالقضية لديهم خطاب إعلامي ظل لأكثر من نصف قرن ينمي في وجدان المواطن العربي أن قضية فلسطين هي القضية الجوهرية، وهي الميزان الذي نقيس به عواطفنا العربية ومشاعرنا الوطنية. خطاب لا يتبعه وحدة وعمل جاد، مجرد لغة عاطفية كان نتيجتها مزيد من الخسائر. وبينما كانت المملكة تدعم مواقف الفلسطينيين ووحدتهم بشكل عملي كان المتاجرون بالقضية يرحبون بتدخلات غير عربية تسعى لإطالة الأزمة وفرقة العرب. ثم يأتي بعض الإعلاميين وبعض المتاجرين الذين يدمنون لغة الحماس وليس لغة العمل فيسقط أسباب العجز على المملكة ويصفق للذين يرفعون علم فلسطين ليصلوا إلى أهداف لا علاقة لها بفلسطين. إن الدعم الحقيق لفلسطين يكون بالعمل والبحث عن حلول عادلة وسلام دائم، وليس بالصراخ والشعارات وتوزيع الاتهامات الانتقائية المسيسة، وموقف المملكة من قضية فلسطين هو قضية مبادئ وليس مسألة طارئة أو رد فعل على أحداث سياسية متغيرة، ولهذا السبب فهي لا تتأثر بمن يحترف المزايدات أو من يفسر الأحداث بما يتفق مع أهواء عدائية يبثها المتاجرون بالقضية. تلك المزايدات أو الأصوات الصارخة لا تدافع عن فلسطين ولا تعيد حقوقها المغتصبة لأنها أصوات هدفها أساسا البحث عن فرصة للإساءة للمملكة، ولو كانت تهمها مصلحة فلسطين لاتجهت نحو الذين يعملون بكل إخلاص لتفريق الفلسطينيين زاعمين أنهم يدعمون المقاومة بينما الذي يفعلونه هو إضعاف المقاومة وإضعاف الصف الفلسطيني لمصلحة إسرائيل، ولا يكتفون بتمزيق الصف الفلسطيني بل يقدمون لإسرائيل الدعم السياسي من خلال العلاقات والصفقات والاتفاقيات المشتركة. إن علاقة المملكة بقضية فلسطين علاقة تاريخية حافلة بالمواقف العملية وليس بلغة الشعارات والصراخ والاتهامات وهي في مقدمة الدول الداعمة للشعب الفلسطيني حسب تقارير الأممالمتحدة وليس حسب بيانات صادرة من المملكة لأن المملكة لا تتاجر بالقضية وما تقوم به هو واجب وطني وانساني، أما الذين يهاجمون المملكة بسبب وبدون سبب فهم يتبنون مواقف الأعداء الذين يسعون وراء مصالحهم وأطماعهم وليس مصالح الفلسطينيين. ان الدعم الحقيقي لا يكون بالشعارات وانما بالوحدة الفلسطينية التي سعت وتسعى اليها المملكة ثم يأتي من يفككها لابسا ثوب الصداقة وهو غارق بالتناقض والازدواجية والبيانات والمواقف الخادعة التي لا تحقق أي مكاسب لفلسطين بل تطيل أزمتها وتضاعف خسائرها.