أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي أن دين الإسلام دين القوة والعزة والكرامة، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والمراد بالقوة في هذا الحديث قوة الإيمان والعلم والطاعة وقوة الرأي والنفس والإرادة، ويضاف إليها قوة البدن إذا كانت معينة لصاحبها على العمل الصالح. وقال الشيخ غزاوي: إن من معاني الصيام وآثاره المحمودة أنه يبعث القوة في نفوس الصائمين، فتجد العبد يمتنع عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات بإرادته رغم أنه اعتاد هذه المباحات سائر العام ،إلا أنه في نهار رمضان يتركها لله وابتغاء ما عنده من الأجر، وهذا انتصار عظيم للمسلم على هواه وشهوته. وأضاف فضيلته: المؤمن القوي يحرِص في رمضان على اكتساب الفضائل واغتنام الصالحات ولا يشغله عن ذلك ولا يصرفه ما شغل به غيره من متابعة برامج اللهو والتلاهي التي تدنس أجواء رمضان الروحانية وتحجب أنواره الإيمانية. وأوضح غزاوي العلامات التي تدلّ على قوّة وكمال شخصية المؤمن ومن ذلك: المبادرة بفعل الخيرات، والاجتهاد في العبادات وتحصيل الحسنات واغتنام القربات والتعرض للنفحات، فجهده البدنيّ وقوّته مسخّرة لمرضاة الله تعالى بعيداً عن الانشغال بأمور الدّنيا ومتاعها الزّائل وشهواتها الفانية. واستكمل: ومن العلامات أن المؤمن صاحبُ إرادة قوية وهمة عالية طموحة لا يضعف ولا يستكين، بل تجمّله شجاعة في مواطن البأس، وثبات في موضع الشدة، لا تتزلزل له قدم، ولا يتزعزع له ركن، ومهما مر به من حال فلا يزال متماسكا متجلدا، والحميّة في الدفاع عن الدّين ضد من يتعرض له، فالمؤمن القويّ يغضب لدينه إذا ما رأى حرمات الله يعتدى عليها وتنتهك. وزاد: ومن العلامات الدالة على قوة المؤمن ضبط النفس وكبح جماحها وخاصة عند انفعالها وخروجها عن طبيعتها وتعرضها للمواقف العصيبة. واستطرد إمام وخطيب المسجد الحرام: ومن الآداب العظيمة التي يراعيها المرءُ أثناء الصيام تركُ المراء والسباب والغضب والمشاتمة، ولابد للعبد من أن يجاهد هواه ونفسه الأمارة بالسوء، لينال الهداية من الله.