افتتح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، عضو هيئة كبار العلماء رئيس مجلس إدارة المجلس العالمي لشيوخ الإقراء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الدورة الثانية لانعقاد المجلس المؤلف من رموز الإقراء في العالم الإسلامي وبلدان الأقليات. وفي كلمته الافتتاحية، أوضح الدكتور محمد العيسى أن رسالة المجلس تتركز على خدمة الكتاب الكريم في معايير تعليمه في مجال الإجازة القرآنية بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شاملة شروط وضوابط الإجازة، والتي جرت على سَنَنٍ مُطَّرِدَةٍ، من بينها حفظ القرآن الكريم متقناً، وحفظ منظومة المقدمة الجزرية في التجويد واستيعاب شرحها؛ تأسيساً على أن نقل الكتاب الكريم لابد أن يكون ضمن ضوابط معينة في مخارج الحروف وصفاتها (مفردة ومجتمعة)، أما مقدمة ابن الجزري فقد حوت معظم أحكام التجويد، وكذلك تدريب المجيز للمجاز على الإقراء؛ (لأن القراءة شيء، والإقراء شيء آخر)؛ إذ يوجد من يحسن القراءة لكنه لا يحسن الإقراء. وأضاف أن المجلس يُعنى كذلك بأنواع الإجازة وآدابها والإشهاد على الإجازة، وبمهارات إقراء القرآن الكريم وتعليمه وبرامج ومبادرات إقراء القرآن الكريم في الهيئات والمؤسسات في الدول الإسلامية والاحتياجات المطلوبة لتطويره والارتقاء به، إضافة إلى التنسيق مع أعضاء المجلس واتخاذ الترتيبات اللازمة لإقامة دورات متخصصة في إقراء القرآن الكريم وتعليمه. وقد تدارس المجلس اعتماد منهج وموضوعات دورة مهارات إقراء القرآن الكريم وتعليمه والتي سيقدمها المجلس بالتنسيق مع لجان التصديق في الدول المعتمدة، وتطوير الدورات إلى حقائب تدريبية. كما اطلع المجلس على تقرير برامج إقراء القرآن الكريم في الهيئات والمؤسسات في الدول الإسلامية والاحتياجات المطلوبة لتطويره والارتقاء به، وناقش توصيات ورشة العمل المتعلقة بآليات عمل المجلس، وشاهد عرضاً عن أهم أقسام الموقع الإلكتروني، وتداول المجلس موضوع الإجازة عن طريق الاتصال التلفزيوني، مفرقاً بينها وبين التواصل التعليمي لمجرد التصحيح وليس الإجازة، مبيناً سلبية التساهل في الإقراء بالإجازة، وأهمية قرب الشيخ من تلميذه. كما تناول المجلس موضوع الإقراء عبر الهاتف و«المقرأة الإلكترونية»، وناقش من جانب آخر أهمية أن يتوسع المجلس في اختصاصه ليشمل البت في المسائل العلمية المتعلقة بعلوم القرآن الكريم في التجويد والقراءات ودراسات توجيهها، فيما تداول أعضاء المجلس موضوع مرونة بعض قواعد التجويد وفق ضوابط معينة، وعقَّب على الإيرادات المثارة على بعض قواعد التجويد ورد عليها، وأن قواعد التجويد تطبق تطبيقاً كاملاً على المنهج القصد لا وكس ولا شطط. وفي ختام الاجتماع أوضح الأمين العام للهيئة العالمية للكتاب والسنة الأمين العام للمجلس العالمي لشيوخ الإقراء الدكتور عبدالله بصفر أن رئيس وأمين وأعضاء المجلس رفعوا شكرهم الجزيل للجهود المباركة التي يضطلع بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لخدمة القرآن الكريم، باعتبار المملكة مصدر الإشعاع الإسلامي في أفق اعتداله ووسطيته حيث تعتبر مثابة المسلمين وقبلتهم ومهوى أفئدتهم واحتضان هذا الاجتماع في الرحاب الطاهرة في مكةالمكرمة شاهد على العناية والرعاية الكبيرتين اللتين توليهما المملكة العربية السعودية في هذا الشأن، مبيناً باسم المجلس رئيساً وأعضاء أن جهود الملك وولي عهده في خدمة الإسلام والإنسانية ونشر قيم الاعتدال والوسطية تترجم الوعي القيادي وحجم الاضطلاع بالمسؤولية، داعين الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لخيري الدنيا والآخرة، وأن يجزيهم على ما قدموا ويقدمون للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء خير الجزاء. ويعتبر المجلس العالمي لشيوخ الإقراء من المجالس الحديثة التابعة لرابطة العالم الإسلامية المتفرعة عن هيئتها العالمية للكتاب والسنة، ويهدف لخدمة القرآن الكريم في دراساته الإقرائية بخاصة وعلوم القرآن الكريم ذات الصلة بالإقراء والقراءات وتوجيهها بوجه عام، ويضم المجلس أعلام العالم الإسلامي في القراءات القرآنية والتميز في إجازاتها، ومن بينهم من ألف 121 كتاباً في التجويد والقراءات.