سرني ما قرأته في جريدة عكاظ بعددها الصادر يوم 29/5/1439 عن وجود تنسيق بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وبين الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، لإنشاء حضانات أطفال في المسجد الحرام تعمل بها نسوة مدربات لاستقبال أطفال المعتمرين خلال أدائهم لمناسك العمرة من طواف وسعي أو أدائهم للصلاة في الحرم الشريف، وأنه سيتم تخصيص جزء من مساحة الحرم المكي لهذا الغرض، ومن ثم يتم تجهيزه بما يلزم مما تحتاجه حضانات الأطفال بما يساعدهم على الاندماج مع أترابهم ريثما تعود أسرهم لأخذهم بعد قضاء النُّسُك. وهذه المبادرة الجميلة من الوزارة والتجاوب الجيد من الرئاسة يؤكدان أهمية التعاون من الجهات الحكومية في تنفيذ الأفكار والأعمال النافعة والإيجابية، لذا وجب تقديم الشكر الجزيل لهما، مذكراً أن الرئاسة منعت قبل عدة عقود دخول الأطفال المسجد الحرام في اجتهاد ذي أجر واحد فأدى المنع إلى ارتفاع عقيرة المعتمرين والمصلين بالشكوى والتضجر لاسيما الذين كانوا يأتون من خارج أم القرى وليس لهم أقارب فيها وهم مضطرون لاصطحاب أطفالهم عند وصولهم للحرم، لأن ذلك المنع لم يكن مبنياً على دراسة ولم يضع البدائل وإنما «ممنوع وبس»، فكان أن صدرت توجيهات عليا بإلغاء ذلك القرار وأن تقوم الرئاسة بدراسة آلية عملية لاحتضان أطفال المصلين والمعتمرين خلال أدائهم للنسك والعبادة، ولكن الرئاسة لم تقدم البديل على الرغم من تقلب عدة مسؤولين عليها، ولذلك فإن خطوة الوزارة والرئاسة مرحب بها وستكون لها نتائج إيجابية ملموسة. ولئن كان لدي من إضافة على خطوة الوزارة وتعاون الرئاسة فهو أنني اقترح أن تكون الأجزاء أو الجزء المخصص للحضانات في المسجد الحرام مؤقتة ريثما يتم إنشاء أربع حضانات في الساحات الخارجية للحرم الشريف، فتكون الأولى في شرق الحرم، والثانية في شماله بعد التوسعة الجديدة، والثالثة في غربه تحت جبل عمر، والرابعة على آية زائدة تنظيمية في جنوبه أو جنوبه الشرقي من حي أجياد التاريخي لسهولة وضع الأطفال في الحضانات الخارجية لاسيما في المواسم المكتظة بالحجاج والمعتمرين وسهولة العودة لأخذهم ولعدم تعكير صفو وخشوع المصلين القريبين من الحضانات ببكائهم، ويمكن أن يكون استقبال الأطفال برسوم رمزية مثل عشرة ريالات للساعة أو أقل من ذلك ويمكن أن تحمل التكاليف على أوقاف الحرم المكي الشريف أو على ميزانية الرئاسة أو بالتضامن مع وزارة العمل التي يمكن أن تتحمل رواتب العاملات في الحضانات وبالله التوفيق. [email protected]