أثارت عملية استهداف ما يسمى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) الطائرة الروسية جدلا بين الدول الإقليمية المعنية بالصراع السوري، خصوصا بعد التصعيد الروسي الأخير في إدلب باستخدام غاز الكلور ضد المدنيين. وعلمت «عكاظ» أن توترات روسية تركية بدأت عقب استهداف النصرة للطائرة الروسية، بعد أن قالت مصادر في وحدات حماية الشعب إن الصاروخ، الذي استخدمته النصرة ضد الطائرة الروسية، مصدره أنقرة، الأمر الذي تدحظه أنقرة، خصوصا بعد تعثر دخولها إلى إدلب إثر الصدام مع جبهة النصرة. ونفى مصدر مطلع في المعارضة السورية، أن تكون النصرة تملك صواريخ ستينغر، مشيرا إلى أن هذه الصواريخ لم تدخل ساحة الصراع في سورية. مبينا أن سلوك جبهة النصرة لا ينعكس على أداء المعارضة السورية المعتدلة. ورجح المصدر أن تكون الصواريخ التي استخدمتها جبهة النصرة «أمريكية» الصنع، لافتا إلى أن التنظيم استولى على كل الأسلحة التي قدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الجيش الحر قبل عامين. من جهة أخرى، تحشد وحدات حماية الشعب الكردية من أجل جذب المقاتلين لمواجهة التدخل التركي، وأشار ناشطون أكراد إلى أن العشرات انضموا إلى القتال، يحمل بعضهم أسلحة للمرة الأولى في حياتهم، ويقسمون بصوت واحد على «مقاومة» الهجوم الذي تشنه تركيا مع فصائل موالية لها في المنطقة.يأتي ذلك، في ظل سيطرة الجيش التركي والفصائل السورية الداعمة للعملية على ما يقارب 5% من عفرين، بعد مرور نحو أسبوعين على العملية. من جهة أخرى، ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة جديدة في الغوطة الشرقية راح ضحيتها 100 شخص بين قتيل وجريح أمس، وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 23 مدنياً بينهم 4 أطفال وإصابة أكثر من 70 آخرين بجروح في قصف جوي عنيف شنته طائرات حربية سورية على مناطق عدة في الغوطة المحاصرة قرب دمشق. وقبل يومين أيضاً قصفت قوات النظام مناطقَ عدة في الغوطة بأكثر من 100 صاروخ وغارة، خصوصاً بلدتي مسرابا وأوتايا ومدينتي دوما وحرستا، وفقاً لما أورد المرصد السوري. إلى ذلك، اتهمت الولاياتالمتحدة أمس (الإثنين) روسيا بتأخير إصدار إعلان عن مجلس الأمن الدولي يندد بهجمات كيميائية مفترضة وقعت خلال الفترة الأخيرة في سورية، وأوقعت عشرات الجرحى بينهم أطفال. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي خلال اجتماع لمجلس الأمن حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية «هناك أدلة واضحة» تؤكد استخدام الكلور في هذه الهجمات على الغوطة الشرقية في ضواحي دمشق.