قال أمير منطقة جازان بالنيابة الأمير محمد بن عبدالعزيز: «إن كل مقصر تسبب في مأساة حادثة الكدمي سيحاسب كائنا من كان». وجاء حديث الأمير محمد بن عبدالعزيز، أمس (الخميس)، لوالد وذوي ضحايا الحادثة ال7 باستراحة قرية أبو السلع في محافظة صبيا، مواسيا ذوي ضحايا الحادثة الأليمة، سائلا الله أن يتقبلهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. من جانبه، عبر والد الضحايا سامي بن محمد النعمي عن شكره لمواساة أمير المنطقة بالنيابة، مما كان له أبلغ الأثر في تخفيف مصابهم. وروى الأب المكلوم عبر «عكاظ» بكلمات تخنقها العبرات قصة الحادثة الأليمة التي أدت لوفاة 6 من أبنائه ووالدتهم في حادثة مرورية على طريق صبيا هروب، بعد اصطدام شاحنة «قلاب» نقل قادمة من الكسرات الموجودة في جنبات الطريق بسيارتهم. وطالب النعمي بمحاسبة المتسببين في الحادثة وما تعانيه الطريق من رداءة وتعرجات وتآكل، موضحا «أولادي وزوجتي ليسوا أول من فقدته من عائلتي، فقد قتلت الحوادث والدي وأخي وأختي وزوجها، والآن أولادي». وعن تفاصيل الحادثة، قال النعمي: «طلب أولادي الذهاب إلى وادي رزان للتنزه، وكنت رافضا إلا أن إصرارهم ليومين متتالين أجبرني على تلبية طلبهم، وعند التاسعة صباحا وفي طريقنا للوادي قابلني «قلاب» يسير بسرعة جنونية، وسائقه فاقد السيطرة عليه، فكان يتحرك به على جنبات الطريق بين الخط الأصفر يميناً وشمالا، حاولت تفاديه إلا أن الطبقة الأسفلتية السيئة كانت ستؤدي بي للانقلاب، وعندها تسارعت الأحداث ليقبل القلاب نحوي فاصطدم بسيارتنا من الأمام ليعود سريعا ويصطدم بِنَا بعرض السيارة التي سقطت على أعلى سيارتي فدمرتها ودمرت أبنائي وأمهم، بينما بقيت أنا لقرابة الساعة أتفقد أبنائي وحولي الناس يجتمعون ولا وجود للهلال الأحمر ولا الدفاع المدني تفقدت أبناني فوجدتهم قد ماتوا جميعا ودماءهم وأجزاء متناثرة من أجسادهم، بينما ابني ممدوح مازالت الروح فيه، وحينها صرخت بأعلى صوتي لمن حولي: أرجوكم أنقذوه.. أرجوكم انقلوه للمستشفى على مسؤوليتي دون رد، ليتبرع أحدهم ويحضر لحمله وما إن بدأ التحرك حتى جاءت فرق الإسعاف وحملت الجميع». وأضاف: «في هذا الموقف المؤلم اقترب مني أحدهم بالزي السعودي يؤكد لي أني أتحمل الخطأ ويطالبني بعدم مطالبة القلاب بأي شيء، لم أستوعب حديثه حينها لكن عندما استرجعت الحديث تساءلت من هو؟ ولماذا لم يرحمني وقت المصيبة؟». وأوضح أنه يعول أبناء أخته التي فقدها وزوجها في حادثة في الدرب، إضافة لإعالته طفلا مصابا بشلل نصفي يرقد في مستشفى صبيا، مبينا أنه يعمل حارس مدرسة براتب زهيد، وقد استبشرت خيرا بحديث أمير المنطقة بالنيابة ومواساته لنا. وأشار إلى الحريق الذي دمر أجزاء من منزله قبل أسبوعين، إذ التهمت النيران المنزل، موضحا أنه يعيش مع أبنائه من زوجته الثانية في غرفة، أما زوجته الأولى التي فقدها وأبناءه فكانوا يعيشون في سكن بجوار المجمع التعليمي التابع لإدارة التعليم كونه حارس مدرسة. أما مريع النعمي (أحد أبناء سامي النعمي)، فيقول: «كنت مع إخوتي من أبي، ولم أذهب مع أسرتي للنزهة، ولكنني فجعت بنبأ وفاتهم جميعا»، موضحا «الذكريات معهم تحاصرني». ويقول محسن النعمي (ابن عم الوالد المكلوم): «سامي رجل بسيط، يعيش لأولاده ويكدح لتربيتهم وتعليمهم، ويعول أبناء أخته المتوفاة»، مطالبا الجهات المعنية برعاية نفسية لابن عمه لإخراجه من المأساة النفسية التي يعاني منها، مناشدا المحامين المتطوعين للمطالبة بحقوق هذه العائلة المكلومة، وداعيا لمحاسبة الجهات المقصرة والمتسببة في الحادثة، وإنصاف الرجل.