قامت صحيفة الساسة ممثلة في اقبال صالح وجابر الحمود بزيارة لمنزل المتهمة يحريق عرس الجهراء..ونتركم معىالتحقيق الذي خرجا به من خلال هذه الزيارة: عندما وصلت "السياسة" الى باب منزل ذوي المتهمة في حريق الجهراء ضغطنا على زر الجرس فخرج لنا شاب في مقتبل العمر ملامح الحزن والأسى تملأ وجهه... وعندما علم بأننا من جريدة "السياسة" قال "لحظة" وأقفل الباب فبدأنا نتبادل نظرات الاستغراب وخيل لنا للحظة ان الباب لن يفتح لنا مرة أخرى. ولكن... بعكس توقعاتنا شرع الباب على مصراعيه وقوبلنا بترحيب من قبل أخوة المتهمة السبعة. وبعد فترة من الحديث أمام الباب استهل الاخ الأكبر "ي. ي. ع" حديثه خلالها قائلا: "باختصار اختنا راح تطلع براءة"... لم يكن وقع تلك الجملة على مسامعنا سهلا فالثقة التي نطق بها الاخ الاكبر تلك الجملة كانت كبيرة... الأمر الذي دعانا الى الدخول فاتجه احدنا الى الديوانية واحدانا الى صالة النساء. من يرى عيون الأم يدرك تماما انها لم تذق طعم النوم ولم تقف عيناها ذرفا للدموع. والدة المتهمة في حريق الجهراء أم (ي) تقول: "في ذلك اليوم الأسود كنت قد أمرت بناتي ومن بينهن ابنتي المتهمة (ن) بأن يقمن بتنظيف الغرف حتى نستطيع وضع الاغراض الجديدة التي ذهبت لشرائها من سوق الجمعة... فلقد ذهبت للسوق في الساعة السابعة والربع كانت خلالها ابنتي (ن) موجودة في المنزل وبعد وقوع الحادث بفترة جاءني اتصال من احدى بناتي تطلب مني الاسراع بالعودة حيث ان هناك اتهامات بأن ابنتي (ن) قامت بحرق خيمة المنزل ناهيك عن قولهن بأنها قد تلقت عددا من المسجات تتهمها بالقيام بتلك الجريمة التي حزنا على الضحايا فيها كما حزن الناس اجمعين". وأكملت والدة المتهمة قائلة: "ان عددا من افراد اسرتي كان قد حضر العرس وهن بنات خالاتي وخالاتي ولقد اتصلت عمة زوج ابنتي على منزلنا فردت عليها ابنتي "ن" وقالت لها هل انتي موجودة في المنزل فقالت نعم. مشيرة الى ان العمة قد تأكدت وقت الحادث ان ابنتي في المنزل ولم تكن في موقع الحادث متسائلة كيف يمكن لابنتي ان تقوم بكل تلك الجريمة بهذه السرعة غير الطبيعية? كما اوضحت ان اخت زوج ابنتها قد اتصلت على هاتف المنزل وحين ردت المتهمة (ن) قالت لها "وتردين بعد ما سويتي كل هذا"... مشيرة الى ان الاتصال كفيل بأن يوضح الحقيقة ويثبت ان ابنتي كانت في المنزل بيننا وقت الحادث. من جهتها أوضحت أخت المتهمة ان اختها كانت في المنزل معهن وكن يأكلن عشاءهن الذي احضره لهن اخوهن في تمام الساعة التاسعة وبعد اعلان الخبر في التلفاز اتصلت زوجة عم المعرس وقالت لهن عن الخبر في التلفاز وبعد وهله من الصدمة وبعدما انهالت اتصالات ومسجات الاتهام على الاخت المتهمة ذهبت المتهمة واحدى اخواتها الى منزل الجارة (أم. ر) لاثبات ان المتهمة (ن) كانت في المنزل وقت الحادث. واكملت قائلة: "بعد ذلك قمنا بالاتصال بأخي "ع" الذي كان في "القهوة" واخبرناه بما حدث فجاء واخذ اختنا المتهمة الى مخفر الرابية لتسجيل اثبات حالة نتيجة للمسجات التي وصلتها من اتهامات... فقال المحقق في المخفر لا نستطيع ان نسجل اثبات حالة ولكن هناك كاميرا في غرفة الضابط قد صورتكم الآن وستثبت انكم جئتم الى هنا بعد الحادث". ولدى سؤال "السياسة" عما اذا كانت هناك مشاكل بين المتهمة وزوجها نفت عائلة المتهمة ذلك وقالت اخت المتهمة ان اخت المعرس هي التي كانت تعاند وهي التي ارادت له ان يتزوج بأخرى وهي من قامت بعمل كل حفل الزفاف مشيرة الى ان اخت المعرس هي من بدأت المشاكل فيها وبين اختنا المتهمة. وعما اذا كانت المتهمة على علم بزواج زوجها اكدت الام ذلك لافتة الى انها على علم باقامة حفل زفاف وكانت تتناول وجبة العشاء بين اخوتها الذين رأوا انها لم تخرج الى اي مكان لافتة الى ان خادمة المتهمة ايضا اكدت على عدم خروج اختنا الى اي مكان. وعن الخادمة التي ادلت باعترافاتها وقالت بأن المتهمة (ن) قد طلبت منها اوراق جرائد نفت عائلة المتهمة ذلك واكدت اخت المتهمة قائلة: قد تكون تلك الخادمة من طرفهم او خادمتهم حيث ان الخدم ما يقعدون عندهم فكل يوم لهم خادمة جديدة". وأوضحت انه حال تداول الاخبار حول اتهام اختنا بارتكاب الجريمة اذهالت زيارات الاقارب والجيران علينا لمعرفة ما إذا كانت اختنا في المنزل ام لا ولقد تأكدوا بأعينهم من وجود اختنا في المنزل. وقالت ام المتهمة وهي تبكي: "ان ابنتي بريئة... وهي هادية جدا وتخاف حتى من العصفور وليست جريئة فكيف يعقل ان تقوم بفعل هذا كله وهل يعقل ان ذلك العدد الهائل من الناس لم يروا مثلا امرأة تصب الماء?! ومن يقوم بجريمة لابد وان يتخض ولا يقوم بها امام الناس او حتى يقوم بطلب اوراق جرائد من خادمة كما تداولت ذلك الصحف". وعن صحة قول المتهمة لزوجها بأنها ستقوم بحرق المكان فيما اذا تزوج قالت الام: "ان ابنتي لم تكلم زوجها بهذا الامر بل اخته كانت تقوم بارسال المسجات المستفزة وتقول لها لا تعودي الى المنزل ليس لك مكان بيننا ناهيك عن الاتصالات التي كانت تقوم بها قبل العرس وتتصل على ابنتي وتتشاجر معها مما دفع ابنتي نتيجة الغضب ان تقول مجرد كلام "سأحرق البيت اذا زوجتيه" ولم تقل سأحرق الخيمة... وهذا مجرد كلام نتيجة الغضب لم يتم على ارض الواقع". كما اكدت اخت المتهمة انه عصر امس في الساعة 30:3 "جاء زوج اختي واخذ بعض الثياب لها لايصالها الى الحجز وهو يتردد على مكان الحجز دائما". وعن مدى صحة ممارسة الزوج سابقا الضرب لها نفت الام والاخوات ذلك مشيرات الى انه لم يضربها ابدا وقد كانت ابنتهم تمدح به كثيرا. وقالت الام: "الظليمة شينه فنحن نقول الحق لقد كان يدلل ابنتي... ولكن اخته كانت هي سبب المشاكل فلقد قال لنا بعض الشهود انه في العرس كانت الناس تحترق والاخوات يصرخن ويقلن ان زوجته السبب... ولكن ذلك غير صحيح لقد نقلت بعض قنوات التلفزيون انه تماس كهربائي". وقالت: "لو جاء الأمر على زوج ابنتي لما تزوج فهو انسان يحب ابنتي الا ان ما حدث كان كله بسبب اخواته وضغوطهن وهن من تكفلن بتكاليف العرس وكل شيء وهن اللاتي خطبن له اما هو فلم يفكر بذلك فابنتي صغيرة ولديها اطفال وهي حامل في شهرها الثاني حاليا". من ناحيتها قالت "ام ي" زوجة اخ المتهمة ان المتهمة لم تخرج في يوم الحادث الى اي مكان وكنا ننظف المنزل وهي امرأة بطبعها هادئة "كافية خيرها شرها" ومن طبعها الخجل. وأم (خ) زوجة اخ المتهمة تقول: "لقد كنا ننظف المنزل ونخرج الاسرة من الغرف لان الاسرة الجديدة على وصول... وبعد حدوث الحادث وعندما اتصل ذوي المعرس ليتأكدوا عما اذا كانت (ن) في المنزل كانت هي من ترد عليهم وهذا اكبر دليل على عدم خروجها من المنزل ليلة الحادث". والتقت "السياسة" ب ̄ أم جارة المتهمة (ن) والتي ذهبت عندها (ن) بعد تلقيها الاتهامات حتى تثبت انها في المنزل وعن تفاصيل ذلك اليوم قالت: "كنت جالسة في منزلي وجاءت (ن) مع اختها وكانت تجهش في البكاء لدرجة انني اعتقدت ان مكروها قد حصل لوالدتها ولدى استفساري عن سبب بكائها لم تستطع الحديث وقالت لي اختها ان خيمة عرس زوجها قد احترقت وان الناس تتهمها بالقيام بحرقها فقمت بتهدأتها وقلت لها لا تخافي فأنني مظلومة وان الله سينصرك وبعد ذلك عادت الى المنزل واتصلت في اليوم التالي حتى استفسر عن احوالهم فقالوا لي اهلها بأنه قد اخذوها الادلة الجنائية للتحقيق معها نتيجة لتقديم اخت المعرس شكوى ضدها واتهمتها باحراق خيمة العرس". وقالت ام المتهمة (ن) انه قبل الزفاف بأيام قام زوج ابنتي باعطائها نقودا واتفق معها على ان تعود الى منزله في اول رمضان وتعيش معه بغرفة وزوجته الجديدة في غرفة أخرى". واكملت قائلة: "لو كان عندي شك 1 في المئة ان ابنتي قد خرجت من المنزل لقلت بنفسي انها قد قامت بالجريمة ولكن ابنتي كانت في المنزل ولم تخرج... وابنتي لا يمكن ان تخرج من المنزل دون ابنتها التي هي متعلقة بها كثيرا وتحب ان تذهب معها الى كل مكان". وناشدت ام المتهمة في ختام حديثها وزارة الداخلية "ان يرحموا حال ابنتها البريئة والتي لا يمكن ان تجرؤ على فعل تلك الجريمة فابنتي لا تخرج لوحدها اما انا معها او احدى اخواتها". كيف أقتل صديقاتي.. كنت أتوقع هروب الحاضرات! لم يكن قصر العدل بلا عمل كعادته يوميا في الفترة المسائية، وانما شهد عملا دؤوبا مساء امس الاول، وبدأ في الساعة الخامسة مساء عندما اصطحبت سيارات رجال المباحث وكان عددها 5 مركبات، واحدة منهن تقل المتهمة بالتسبب في حريق الجهراء «ن.ي.ع.» إلى النيابة العامة، حيث دخلت المتهمة بوابة قصر العدل بصحبة 5 من رجال المباحث، ولم تكن مكبلة الأيدي كما باقي المتهمين. قصر العدل، الذي يتسع لأكثر من 3 آلاف شخص ما بين مراجع وموظف، لم يكن فيه مساء أمس الاول سوى اشخاص لم يتعدوا العشرة ما بين وكلاء نيابة ورجال مباحث، اضافة الى المتهمة. وما لوحظ من سير المتهمة وما أكدته مصادر مطلعة ل«القبس» أنها كانت لا تقوى على السير مع رجال المباحث، بل كانت مصدومة وتعيش حالة رعب، ولم تقوَ على الحديث حتى خلال التحقيقات معها. ولم يكن صعود المتهمة الى سلم قصر العدل وبعدها صعود المصعد الكهربائي الى الدور الثامن يسيرا بالنسبة اليها بعكس رجال المباحث الذين اقتادوها، فكان السير على أقدام باردة مرتبكة لا تعرف طريقا سوى السير خلف من أتوا بها، ولم تكن تنظر الى شيء معين، وكأنما صورة واقعة الجريمة كانت الوحيدة الموجودة امام عينيها. لم تنتظر المتهمة طويلا في الدور الثامن وسرعان ما طلب وكيل النيابة من رجال المباحث ان يقتادوها الى المكتب المخصص للتحقيق معها، حيث مثلت أمام التحقيق بعد وصولها بعشر دقائق فقط. كان الوضع جدا هادئا خارج قصر العدل ولم يشهد وجود أي دورية أمام البوابة، ما عدا ثلاثة من رجال المباحث كانوا يسيرون مشيا امام قصر العدل وخلف البوابة الرئيسية للمبنى. اعترافات تفصيلية التحقيق الذي استمر مع المتهمة حتى الساعة الواحدة فجرا لم يكن صعبا في كيفية الاجابة عنه من قبل المتهمة، لكنه كان صعبا بتصور الموقف الذي ارتكبته، لانها أدلت بالاعترافات التفصيلية امام النيابة ولم تخف. شيئا على حد قولها، وكان ما يصعب عليها هو فقط ما اصبحت عليه الجريمة، فهي لم تكن تنوي ذلك، وفق ما قالت، «وإنما فقط كنت انوي افساد فرحة زوجي، لانه لم يشعر بحالتي النفسية جراء ما افتعله من زواجه بزوجة ثانية». مصادر مطلعة أكدت ل«القبس» ان المتهمة كانت بحالة هستيرية وانهيار كامل، ولم تطلب شرب الماء طوال التحقيق معها، مشيرا الى انها اعترفت باحراق خيمة العرس وانها الوحيدة المتسببة بالجريمة التي حلت والتي راحت ضحيتها 45 قتيلة حتى هذه اللحظة. وصورت المصادر طريقة وشكل التحقيق الذي دار مع المتهمة، موضحة ان المتهمة لم تكن تستطيع الاجابة عن الاسئلة الموجهة إليها من قبل النيابة العامة، وقالت خلال التحقيقات: حتى هذه اللحظة انا لا اصدق انني المتسببة بهذه الكارثة، على الرغم من انني قمت بهذا الفعل. وردا على اول سؤال وجه إليها بعد طلب سماع اسمها وبياناتها الشخصية وحول ما اذا كانت هي التي اضرمت النار في الخيمة قالت المتهمة: نعم انا التي احرقت الخيمة، لكنني حاولت افساد فرح زوجي، ولم اكن اقصد إزهاق ارواح اناس ابرياء. واكملت المتهمة بعد تكرار السؤال بشكل آخر: وكيف لم تكوني تقصدين ازهاق الارواح وقتلها وانت التي اشعلت. النار بالخيمة، واجابت وكيل النيابة بقولها: نعم اشعلت النار، لكنني كنت اتوقع فقط افساد العرس، وكيف انوي قتل صديقات عمري اللاتي كانوا ضمن الضحايا. لا إنكار وقالت المصادر ان المتهمة لم تنكر اي تهمة وجهت اليها، وادلت باعترافات تفصيلية، واكدت انه ليس معها اي شريك في القضية، ولم يحرضها احد لا من اهلها ولا من غيرهم، بل لم يكن هناك احد يعلم بما تنوي فعله. وردت المتهمة عن اسباب قيامها بارتكاب الجريمة قائلة: كنت على خلافات مستمرة مع زوجي، واخر الخلافات استمرت لمدة شهرين تقريبا مكثت خلالها في منزل اهلي، واصطدمت بنبأ زواجه قبل الموعد بايام، وكانت هناك نار تشتعل في داخلي، وحتى يوم العرس لم اكن اعرف ماذا افعل، وما حدث كان وليد لحظة ولم يكن خطة مدروسة. واضافت المتهمة: اعلم ان الندم لا ينفع في هذه اللحظة، وقد كتب علي القدر ولن يتغير نهائيا، لكنني لو اعلم ان المسألة هي اكبر من افساد ليلة زفاف لما اقدمت عليها، وكل ما في الامر انني لا اريد لزوجي الذي لم يطلقني حتى هذه اللحظة ان يفرح مع غيري، وانا اكتوي بنار الالم. واوضحت المتهمة خلال تحقيقات النيابة انها لم ترَ النار تشتعل في خيمة العرس، وهربت فورا بعدما سكبت البنزين على الخيمة واشعلت طرفا فيها. وبينت المتهمة ان الخادمة لم تعلم بما كانت تنويه ولم تساعدها على فعل شيء، لكنها رأت ما حدث، مكررة انه ليس هناك اي شريك آخر او فاعل في الجريمة. استدعاء الشهود واشارت المصادر الى ان النيابة بعد انتهاء التحقيق مع المتهمة امرت باستدعاء زوج المتهمة للاستماع الى اقواله، اضافة الى استدعاء شهود الواقعة من ابناء الجيران في منطقة الجهراء، ومن تضررت مركباتهم جراء الحريق، اضافة الى ضبط واحضار سائق التاكسي الذي اوصل المتهمة الى مكان الواقعة. واوضحت ان التهم التي وجهت الى المتهمة هي القتل والحريق العمد، مشيرة الى انه من المحتمل ان تزداد التهم خلال الايام المقبلة، ويتبين ذلك من خلال الاصابات التي تعرض لها المجني عليهم والذين يرقدون حاليا في عدد من المستشفيات. الحرق عمداً قالت المصادر أن القضية بالأساس حريق بالعمد وليست قتلا بالعمد، وقد لا يكون هناك تمثيل للجريمة من قبل المتهمة، موضحة أن ذلك يعتمد على قرار النيابة خلال الأيام المقبلة. تغيير الأمكنة أكدت مصادر مطلعة أن التحقيق الذي تم مع المتهمة قد يتغير كل مرة، مشيرة الى أن القضية حساسة والنيابة تأخذ أبعادها بعين الاعتبار، لذلك فإن معلومات التحقيق سرية ولا تظهر نهائياً. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل زوج المتهمه مع رجال الامن ابن المتهمه محمد