حولت فتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة، إعاقتهن إلى إبداع، وضعفهن إلى قوة، وجبرن كسرهن بالثقة بالنفس وقوة الإرادة، وذهبن للإبداع والتفوق لينفتح أمامهن باب الأمل، إذ تحدت غدي مساعد الزهراني إعاقتها الحركية فقامت بتحويل المعاناة الى إبداع، وشرعت ترسم بأناملها الصغيرة الطبيعة، إذ نقلت غدي الطبيعة في لوحاتها بألوان الحياة، وكأنها تقول ها أنا أرسم رغم قصر أطرافي التي ولدت معوقة، كما قال والدها ل«عكاظ»: «أحبت غدي الرسم منذ نعومة أظفارها رغم إعاقتها الوراثية، فغدت ترسم بتلك الأنامل معلنة قوة إصرارها وعزيمتها بأن معاناتها لم تمنعها من التفوق في دراستها وموهبتها، إذ شاركت في جائزة الشيخ محمد بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة في جائزة الرسم». من جهة أخرى، واجهت جواهر مشعل الشمردل إعاقتها في السمع والنطق بالتفوق الدراسي، ولم تكتف بذلك بل أكدت للجميع مسؤوليتها تجاه فئتها إضافة إلى تفوقها العلمي وأظهرت جانبا آخر وهو الإبداع التقني. وقالت والدتها «لقد قدمت لجواهر منذ صغرها كل الاهتمام الذي تحتاج إليه وكل الثقة بالنفس، كما وفرت لها كل ما تحتاج من أدوات ووقت وجهد حتى أصبحت مبدعة بالممارسة في مجال الحاسب الآلي؛ إذ شاركت بملصق تعليمي للصم والبكم في جائزة محمد بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة، وتقوم بطريقة طي وقص الورق بأشكال إبداعية جميلة». وتأمل والدة جواهر إعطاء ابنتها منحة تعليمية لأي من مناطق المملكة أو خارجها حتى تكمل الدراسة الجامعية؛ لأنها تنوي أن تكون معلمة في المستقبل وترى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يملكون من المواهب الإبداعية الكثير. فاطمة عيسى نسيب (19 عاما) من الرياض أحبت الرسم فترجمت معاناتها السمعية من خلال رسومات حاكت الواقع بشكل كبير وبدت لوحاتها تتحدث عنها بلسان الفن، وقدمت إبداعاتها من خلال جائزة محمد بن صالح للتفوق العلمي والإبداع، وفي مشاركات في معارض جمعية الصم، وفي معارض المجمعات التجارية التي غالبا ما يتم الإعلان عنها، كما قال لسان حال والدتها إن فاطمة تعشق الألوان وترسم بطرق وأنواع مختلفة، ولا يحدها شيء في إبداعها؛ لأنها ترى الإنجاز والإبداع شعارا لها وإعاقتها لا تمنعها إطلاقا خاصة بعدما زرعت القوقعة. من جانب آخر، عانت من مرض التوحد منذ طفولتها، سارة هاني يماني (11 عاما) من مكةالمكرمة، لكن الله عوضها بملكة الحفظ، وقد أتمت حفظ جزأي عم وتبارك.