«حوالينا ولا علينا».. دعاء بات يردده كثير من سكان حي قويزة (شرق جدة) قبيل حلول موسم المطر، الذي بدأ يطرق أبواب العروس، مستذكرين كارثة السيول التي حلت بحيهم منذ نحو تسع سنوات، متسائلين عن الاحتياطات التي اتخذتها الجهات المختصة استعدادا لمواجهة تداعيات الأمطار. وصب عدد منهم جام غضبهم على شركة المياه الوطنية، بدعوى إهمالها تنفيذ مشاريع الصرف الصحي في حيهم، ما شكل مستنقعات واسعة في أجزاء واسعة في المنطقة، خصوصا شارع الخدمات المحاذي لطريق الحرمين السريع. واتفق السكان على أن بحيرات الصرف تسببت في تآكل الأسفلت ونشرت الحفر التي تحدث أضرارا بالغة بالمركبات، فضلا عن تصديرها الحشرات والروائح الكريهة إليهم، متوعدين بمقاضاتها في حال لم تتحرك وتنفذ المشاريع التي أعلنت عنها سابقا. ولم تقتصر معاناة قويزة على الصرف الصحي الذي قض مضاجعهم، بل يعانون من تكدس النفايات، وانتشار السيارات الخربة التي استحوذت على أجزاء واسعة من الطرق وأربكت السير فيها، إضافة إلى تحولها إلى مخازن للممنوعات. وانتقد بندر الحربي تدهور الإصحاح البيئي في حي قويزة، محملا شركة المياه الوطنية مسؤولية انتشار مستنقعات الصرف التي غدت تصدر لهم التلوث، فضلا عن تسببها في تآكل الطبقة الأسفلتية، وتزيد رقعة الحفر التي تتحطم عليها المركبات، مشيرا إلى أن المشكلة تظهر بجلاء في شارع الخدمات المحاذي لطريق الحرمين السريع. وذكر الحربي أنهم ملوا من الوعود التي تقطعها الشركة لتنفيذ مشاريع الصرف، لافتا إلى أن حيهم حظي بقليل من الاهتمام بعد تعرضه لكارثة جدة التي راح ضحيتها ما يزيد على 121 غريقا في عام 1430، وحين انتهت تداعيات تلك الكارثة، خفت ذلك الاهتمام و«عدنا للمعاناة من جديد»، معربا عن مخاوفه من موسم المطر الذي شارف على القدوم. وأفاد مهدي السهيلي أن سكان قويزة يضعون أيديهم على قلوبهم كلما اقترب موسم هطول المطر، مستذكرين كارثة جدة التي حلت بحيهم، قبل نحو تسع سنوات، وأحدثت به أضرارا جسيمة ما زالوا يتذكرونها كما لو أنها وقعت قريبا. وتساءل السهيلي عن الاحتياطات التي اتخذتها الجهات المختصة لحماية قويزة من تداعيات موسم المطر الذي اقترب، مشيرا إلى أن الحي يعاني من مشاريع تصريف السيول. وتذمر السهيلي من انتشار مستنقعات الصرف الصحي في شارع الخدمات المتاخم لحيهم والمحاذي لطريق الحرمين السريع، مشيرا إلى أنها أربكت حركة السير، ولوثت المكان. واستاء محمد العسيري من التلوث الذي يعاني منه قويزة، مشيرا إلى أن النفايات تغمر أجزاء واسعة منه، فضلا عن تزايد أعداد السيارات الخربة التي استحوذت على أجزاء واسعة من الطرق، وأحدثت تلوثا بصريا، وتحولت إلى مخازن للممنوعات لضعاف النفوس.