الصراع يحتدم.. فمنذ حرب «ملح بيتر» عام 1879؛ المعروفة بموقعة أريكا الشهيرة، ومعركة (البطاطا)، وجدل مشروب (بيسكو)، تبرز قصة خصمي جبال الأنديز (تشيليوبيرو)، التي لا تنتهي فصولها، فمؤامرة المونديال خطت حكاية أخرى ضمن الحرب الباردة بينهما بعد اتهام الصحافة التشيلية جارتها اللدود بالتواطؤ مع منتخب كولومبيا لإقصاء منتخبها الوطني من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018، مستندة إلى حديث دار بين الدولي الكولومبي رادميل فالكاو مع لاعبي بيرو، خلال المباراة التي جمعت المنتخبين، في الجولة الأخيرة من التصفيات، الأمر الذي أثار التكهنات حول ذلك، لاسيما أن التعادل كان في صالح المنتخبين، إذ منح الكولومبيين ورقة العبور إلى المونديال، بينما أبقت البيرو على آمالها في التأهل عبر الملحق أمام غريمها النيوزيلندي، في وقت فشل منتخب تشيلي (لاروخا) في التواجد بالمحفل العالمي بعد الخسارة أمام البرازيل بثلاثية نظيفة. وأخذت الواقعة أبعادا بين صحافة البلدين على غرار (معركة البطاطا) التي بلغت أوجها قبل 10 أعوام؛ أثناء احتفال اليونيسكو بعامها الدولي حول أحقيتهما في أصولها التي تعود إلى سبعة آلاف عام، بعد أن أفردت الصحافة التشيلية مساحات واسعة للحديث المبهم بين فالكاو والبيروفيين أثناء المباراة، معتقدة أن ذلك كان يدور حول استمرار التعادل بين المنتخبين، لضمان تأهلهما إلى كأس العالم، وإقصاء تشيلي بعد علمهما بخسارتها أمام البرازيل. وأكدت صحيفة الماركا الإسبانية وجود غضب كبير في تشيلي، إزاء هذه الواقعة، التي تم وصفها بأنها اتفاق بين لاعبي المنتخبين على تهدئة المباراة، حيث رصدت الكاميرات، تورط مهاجم منتخب كولومبيا، فيما وصفته الصحف التشيلية بالفضيحة، إذ يبدو أنه طلب من لاعبي منتخب بيرو اللعب بهدوء حتى تنتهي المباراة بين المنتخبين بالتعادل الإيجابي الذي يسمح لهما بالعبور سوياً نحو مونديال روسيا على حساب منتخب تشيلي، بينما تساءلت الصحف العالمية حول طبيعة حديث فالكاو الذي أثار الجدل في المباراة التي أقيمت في العاصمة البيروفية (ليما). وأكدت تقارير محلية أن الاتحاد التشيلي لكرة القدم يعتزم رفع شكوى عاجلة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من أجل إعادة مباراة المنتخبين الكولومبي والبيروفي تحقيقاً لمبدأ اللعب النظيف. مفارقة جدلية من المفارقات أن كلا المنتخبين حظيا بقرارين متشابهين من الاتحاد الدولي «فيفا» والمحكمة الدولية للتحكيم الرياضي «كاس»، خلال مشوارهما في التصفيات، إذ نالا نقاط مبارتيهما أمام بوليفيا بسبب إشراك الأخيرة اللاعب نيلسون كابريرا، المولود في باراغواي بشكل مخالف للوائح، إذ قرر «فيفا» اعتبار تشيلي فائزة في المباراة التي تعادلت فيها 1/1 في العاصمة التشيلية سانتياغو في السادس من سبتمبر من العام الماضي، ولنفس السبب اعتبرت بيرو فائزة في المباراة التي خسرتها أمام بوليفيا بهدفين نظيفين، لتحصد تشيلي نقطتين إضافيتين، فيما حصدت بيرو ثلاث نقاط، وهو ما أضر بتشيلي في نهاية التصفيات، إذ أنها لو تقدمت باستئناف ضد قرار «فيفا»، لكانت الآن في المركز الخامس المؤهل للملحق الفاصل ولخرجت بيرو من التصفيات خالية الوفاض.