تدنى مستوى الإصحاح البيئي في أحياء شمال حائل، وأضحت تغص بالنفايات ومستنقعات الصرف الصحي، التي تتدفق إليهم عبر وادي الأديرع، ولم تقتصر معاناة السكان على انعدام النظافة، بل باتوا يخشون خطر الثعابين والعقارب التي تتسلل إلى منازلهم زاحفة من أشجار الأثل الكثيفة في الوادي. وبات سكان أحياء درة الشمال، المملكة، الخزامي وصديان، يعانون من الدخان الذي يخيم على بيوتهم، منبعثا من الحرائق التي تندلع في الأشجار المجاورة لهم. وأفاد سلطان المنيع أن حي درة الشمال الذي يسكنه، سقط ضحية لمياه المجاري التي تصب فيه متدفقة من وادي الأديرع، مشكلة مستنقعات تصدر لهم الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، مشددا على ضرورة الارتقاء بالإصحاح البيئي في درة الشمال، والتعهد بنظافته من حين لآخر. وأعرب عن مخاوفه من تسلل الزواحف السامة كالثعابين والعقارب إلى داره قادمة من أشجار الأثل الكثيفة في وادي الأديرع، مبينا أن الحرائق التي تندلع بكثافة من داخل الشعيب لوثت المكان، وأصابتهم بالاختناق. وحذر صالح السويداء من الكارثة البيئية التي تهدد سكان أحياء شمال حائل، مشيرا إلى أن شعيب الأديرع تحول إلى مستنقعات راكدة من الصرف الصحي، تصدر لهم الأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، فضلا عن تجمع الثعابين والكلاب الضالة. وقال: «رغم أننا تقدمنا بشكاوى متكررة للأمانة، لوضع حد للتلوث الذي يحيط بأحياء شمال حائل، إلا أننا لم نجد منهم سوى الوعود فقط دون أن يكون أي تحرك»، مشددا على ضرورة تدارك الوضع سريعا والارتقاء بالأصحاح البيئي في تلك المنطقة. وذكر أن وادي الأديرع يخترق حي المملكة المزدحم بعدد كبير من السكان، ونشر التلوث فيه، إذ تتزايد الحرائق ورائحة الدخان، لافتا إلى أنهم لا يكادون يمسون حتى يصبحوا على روائح الحرائق. وأوضح السويداء أن وادي الأديرع أصبح منفرا لجيرانه بسبب البعوض والروائح الكريهة والحرائق التي تنطلق منه، مستغربا التجاهل الذي تجده أحياء شمال حائل من الأمانة. الأمانة: وادي الأديرع مشكلة أزلية وصف رئيس المركز الإعلامي بأمانة منطقة حائل سعد الثويني وادي الأديرع ب«المشكلة الأزلية» بسبب تسرب شبكة الصرف الصحي إلى الموقع، مبينا أن الأمانة نظفت مجرى الوادي من الأشجار والحشائش بإزالتها أكثر من مرة، ولكن كل الجهود تذهب بلا فائدة بسبب استمرار جريان مياه الصرف الصحي الذي يعرقل وصول آليات البلدية داخل الوادي. وبين أن معدات الأمانة لا تستطيع التحرك في وحل الطين داخل الوادي، مشيرا إلى أنهم نفذوا قبل فترة حملة إزالة الأشجار من مكان معين بالوادي، إلا أنها سرعان ما عادت لتنمو مرة أخرى بسبب جريان الماء. وأرجع الحرائق التي تندلع في أطراف الوادي إلى أصحاب المزارع، الذين يحرقون المخلفات داخلها، وليس لدى البلدية الحق بالتدخل في أملاكهم الخاصة، معتبرا رش المبيدات على الحشرات، لا تجدي نفعا طالما مياه الصرف الصحي تجري في الوادي. وقال: «ومهما رشت البلدية من مبيدات فإنها تذهب مع المياه الجارية، فحين نرش المبيدات الحشرية فإنها تقتل يرقات البعوض، ولكن دون جدوى بسبب جريان المياه»، لافتا إلى أن الحل الوحيد هو إيقاف تدفق مياه الصرف الصحي من الجهة المسؤولة عنه.